حينما كون اللورد بادن باول أول فريق كشفى في انجلترا عام ١٩٠٧ كان فتية فى المرحلة السنية 12-17 سنة وكان يسميهم الفتيان الكشافة وكانت البرامج المقدمة إليهم آنذاك شيقة ومثيرة وتتفق مع خصائصهم السنية، وقد لاحظ المؤسس أن أساليب الحركة الكشفية وبرامجها وأنشطتها قد بدأت تجتذب الفتية فى السن الأقل نظرا لتطلعهم لتقليد إخوانهم ممن هم أكبر منهم سنا. فأنشأ اللورد بادن باول مرحلة الأشبال عام ١٩١٤ وخصصها للأطفال من سن 7-11سنة وبدأ فى وضع البرامج الملائمة لهذه المرحلة والتى تتفق مع خصائصهم وتلبى احتياجاتهم وتعتمد على إطار رمزى تربوى مليء بالخيال والتشويق من أجل غرس القيم والاتجاهات التربوية السليمة في الناشئة منذ نعومة أظافرهم. المميزات والخصائص السنية لمرحلة الأشبال: الأشبال هم الأطفال الذين ينضمون للحركة الكشفية في المرحلة ا لعمرية من ٧ إلى ١١ عاما، وتلك المرحلة تشمل اثنين من أطوار النمو هما الطفولة المتوسطة (7-9) والطفولة المتأخرة (9-11) ويتميز فيها الطفل بمجموعة من الخصائص في جوانب النمو كالتالى: الجانب الجسمي: – نمو جسمى بطيء في البداية ويزداد مع نهاية المرحلة. – نمو في العضلا ت الكبيرة (الظهر- الكتفين – الصدر) والسيطرة عليها أوضح من السيطرة على العضلات الدقيقة (الأصابع- الكتفين) مما يؤدي إلى قلة إتقان المهارات الدقيقة. – اتزان في نمو الأجهزة الداخلية مع تحسن التوافق العضلي العصبي والشعور بالتعب أثناء المجهود. – نمو الجهاز العضلي يسبق نمو الجهاز الدوري والتنفسي. – كثرة الحركة والنشاط وحب اللعب (جهد عضلى). الجانب الحركي: – تطور ونمو تدرجي وليس مفاجىء بالنسبة للأداء الهادف بمختلف النواحي الحركية. – يظهر تحسن واضح في أداء الحركة من الناحية الكيفية. – كلما زاد نشاط الطفل زاد نموه الحركي، وهذا من معالم السلوك الحركي في هذه المرحلة. – يبدأ الطفل تدريجيا في الانضمام للنشاط الجماعي بعد النشاط الفردي. الجانب الانفعالي: – انفعالاته السلبية والإيجابية تكون وقتية وتزول بزوال المؤثر مثل: (الفرح- السرور – الاكتئاب – الحزن- الغضب- الكراهية). – تختلف طرق التعبير عن الانفعالات. – اهتماماته تتركز حول نفسه، سريع القلق محب للمنافسة. – يظهر النفور بين الجنسين وخاصة من جانب الصبيان. الجانب العقلي: – الإدراك: في بداية المرحلة يستطيع إدراك الأشياء عقليا وتكوين العلاقات القائمة بين الأشياء. – الانتباه: ضعيف في بداية المرحلة وفي النهاية يستطيع أن يركز انتباهه حول عدد من الموضوعات البسيطة السهلة. – التذكر: يتمتع بذاكرة قوية في بداية المرحلة ويسهل عليه استرجاع وتذكر الأشياء ويميل للحفظ دون فهم وفي نهاية المرحلة يلجأ للفهم لحفظ الأشياء. – التفكير: يكون التفكير خيالي في بداية المرحلة ويتحول قبل انتهاء المرحلة إلى تفكير واقعي يبعد عن الخيال. الجانب الاجتماعي: – يميل الطفل إلى حب الانتماء لجماعة (شلة) ويكون الولاء لجماعة الأصدقاء أكثر من الولاء للكبار. – يميل الطفل إلى أن يكون قائدا في الجماعة التي ينتمي إليها وأن يكون محبوبا بينهم ومسيطرا عليهم. – يميل إلى أن يقدره الكبار/ كثرة الكلام والمبالغة/ كثرة الأسئلة للوصول إلى التوافق الاجتماعي. – يميل إلى معرفة الصواب والخطأ ونيل رضا الآخرين. – محب للمغامرة والنشاط الاجتماعي وفهم الفروق الفردية بين أقرانه. – الميل إلى اللعب في جماعات كبيرة خارج المنزل. الجانب الروحى: – يهتم بالتعرف على القيم والعادات الدينية والروحية التى تجعله مقبولا اجتماعيا. – يهتم بالوطن ويعتز به. الأهداف التربوية لمرحلة الأشبال – تحسين عمل أجهزة الجسم الداخلية. – اتباع القواعد الصحية فى الغذاء والنظافة العامة. – تنمية حب الاستطلاع والملاحظة. – ربط وتكوين العلاقات بين الأشياء لاكتساب مفاهيم وحقائق جديدة. – استكشاف وتنمية الميول والهوايات الشخصية. – الاندماج فى المجموعات الصغيرة والعمل معها. – الاقتداء بالكبار لاكتساب الخبرة وتنمية الثقة بالنفس. – التعرف على الوطن وأهميته للفرد وللمجتمع. – اكتساب القيم الحسية والمعنوية للحركة الكشفية. – التعرف على دلائل قدرة الله وعظمته. وسائل تدريب الأشبال مما سبق يتضح أن الأطفال في هذه المرحلة يتميزون بميلهم للعب، وشغفهم بسماع القصة، وحبهم للتمثيل، وولعهم بالحل والتركيب، ورغبتهم في التجول والاستكشاف والاستمتاع بحياة الخلاء، ولهذا يعتمد تدريب الأشبال على خصائصهم السنية كما سنوضحها فيما يلى: أولا: الحركة واللعب: الميل للحركة هو أشد ميول الطفل الفطرية ظهورا، وأبقاها في مراحل نموه وهو الذي يدفعه إلى اكتشاف بيئته، واقتناء ما تصل إليه يداه، وتقليد ما يراه أو يسمعه وما يساعده خياله الواسع على الابتكار والتفنن في لعبه ونشاطه. واللعب وسيلة تشجع الطفل على تعلم ما يجب أن يتعلمه بطريق غير مباشر، وعلى ذلك كانت وظيفة المربي تهيئة المجالا ت للطفل للعب المنظم مع أفراد من سنه، وأن يختار الألعاب التي تتلاءم مع طاقته الجسمية، وأن يضع نصب عينيه عند ممارسة أي لعبة ضرورة تحقيق أهدافها التي أهمها بذل الجهد والتعاون والعمل لصالح الجماعة. ثانيا: الميل لسماع القصة: لاشك أن القصة تستهوى الطفل في سن الأ شبال، لأنها تشبع خياله وترضي ميوله في حب المغامرة وواجب المربي أن يتخذ من هذا الميل وسيلة لتوجيه الطفل وتنشئته نشأة صالحة، ولتحقيق ذلك يجب أن يتوافر للقصة مغزاها، وأن يكون هذا المغزى مما يفهمه ويتلاءم مع مستواه الفكري. ثالثا: الميل للتقليد والمحاكاة: التقليد والمحاكاة من الميول الفطرية القوية، ولو نظرنا إلى الأشبال أثناء لعبهم، نجدهم ميالين بطبيعتهم إلى تقليد كل ما يحيط بهم من إنسان وحيوان ولذا يجب على القائد أن يستغل هذا الميل في تربية الأشبال، وغرس العادات الطيبة في نفوسهم، ولايخفى ما للتمثيل من مزايا لها قيمتها التربوية، منها أن يبعث السرور في النفس، ويعود الطفل الثقة بنفسه، والتعبير عن آرائه، فضلا عن أنه وسيلة لتعليم الإلقاء واكتساب الكثير من المهارات اللغوية، كما أنه يعتبر من أنواع النشاط المحببة للأطفال. والمحاكاة والتمثيل يحملان في ثناياهما، الاطلاع والقراءة وجودة الإلقاء والعناية بإخراج الحروف والكلمات، وحسن الوقفة والمشية والجلسة، والعناية بالمظهر وتنمية القدرة على التأثير في الناس، كما أنها وسيلة لإكساب الطفل بعض المهارات العملية، وذلك عند عمل المناظر، وللقيام بتصميمها ورسمها، وصناعة الملابس، وإعداد المسرح ..الخ. رابعا: حب الاستطلاع والملاحظة: من المعلوم أن الطفل في هذا السن من مرحلة الأشبال يميل إلى حب الاستطلاع واكتشاف أسرار الكون، وماغمض عليه في مجتمعه من أمور ومن واجب المربي توجيه هذا الميل لصالح الطفل حتى لاينشأ محبا للتدخل فيما لايعنيه ميالا إلى تسقط أخبار الناس، ويعمل المربي على استغلال هذا الميل الفطري لصالح الطفل، بتهيئة الوسائل له لاكتشاف بيئته، فينظم له الجوالات والرحلات، ويخرج به إلى الخلاء فيدرس الطبيعة دراسة حرة مباشرة، ويتعرف على حياة الحيوان والنبات، ويتصل بالناس ويقف على عاداتهم وتقاليدهم، وهو في هذا كله يلاحظ ويدرس ويناقش ويجمع المعلومات، معتمدا على نفسه، فيكتسب الكثير من الخبرات اللازمة لتكوين المواطن المستنير، وفي هذه الدراسة الحرة للطبيعة ومشاهدها إيقاظ للشعور الديني بعظمة الخالق سبحانه وتعالى في نفس الطفل، فضلا عن أ ن هذه الدراسة توجهه إلى تقدير الجمال في شتى صوره، وهذا ينمي فيه حب التذوق والميل إلى حسن التنظيم والتنسيق. خامسا: شارات الهوايات: وهي إحدى الوسائل الهامة في تدريب الأشبال، وفي دفعهم للعمل، وفي توجيههم لاستثمار وقتهم الحر، وإكسابهم الكثير من الخبرات والمها رات اليدوية، وهي فوق ذلك كله وسيلة يتبين بها القائد ميول الطفل واستعداداته فيستطيع تنميتها بما يحقق له النمو المتكامل المنشود. سادسا: المعسكرات والرحلات: لايخفى على القائد ما للمعسكرات والرحلات من أثر بارز في تربية الشبل فهي تكسبه القوة، وتمنحه الصحة، وتنمي فيه الاتجاهات الحميدة والعادات الطيبة مثل قوة التحمل والجلد والتعاون، والاعتماد على النفس، وهي خير وسيلة تصله ببيئته ومجتمعه، لهذا وجب أن يكثر قائد الأشبال من المعسكرات والرحلات وأن يعني بالتخطيط لها ووضع البرامج الكفيلة بتحقيق أهدافها. المصطلحات الخاصة بمرحلة الأشبال: تتحدد المصطلحات الخاصة بأى مرحلة وفقا لإطارها الرمزي الذى يضعه المسئولون عن الجمعية في تكامل مع البرنامج التربوي للمرحلة، وفيما يلي مجموعة المصطلحات والمسميات المتبعة لمرحلة الأشبال على المستوى العربى:
– مسمى الوحدة : فريق الأشبال.
– مسمى الجماعة الصغيرة: سداسي، وجمعها سداسيات.
– عدد أعضاء الجماعة 6 أشبال.
– مسؤول الجماعة من أعضائها : سادس أو رئيس سداسي.
– اجتماع الجماعة: اجتماع السداسي.
– مسؤول الوحدة من أعضائها:السادس الأكبر أو رئيس الفرقة.
– قائد الوحدة: قائد فرقة الشبال.
– حفل الانضمام إلى الأشبال: حفل القبول.
– حفل الانتقال من الأشبال: حفل الانتقال أو الصعود.
– أسماء السداسيات: الألوان مثل الأصفر والأحمر والأخضر..الخ.
تاريخ النشر : الجمعة 9 جمادى الآخرة 1429 هـ
موقع عالم واحد