الكشفية هي جزء من المكون الاجتماعي الذي نعيشه بكل مفرداته، باعتبارها حركة تسهم في تنمية وتربية الفتية والشباب وتعتني بهم ليشبوا مواطنين صالحين قادرين على تنمية ذاتهم وخدمة مجتمعهم،
ومع التحديات الكبيرة التي أصبحت تواجهها الحركة الكشفية في مدى قدرتها على جذب الفتية والشباب، أصبح من الضروري اليوم أن تسعى الكشافة من جانبها إلى تطوير آلياتها وأساليبها بما يتلاءم مع مقتضيات العصر مع الحفاظ على أهدافها ومبادئها ووعدها وقانونها وطريقتها.
ماذا نعني بمعايير الجودة في الحركة الكشفية؟
معايير الجودة (Standards Quality) هي المقاييس التي تقاس بها درجة الاتقان في تطبيق كافة القوانين والأنظمة الكشفية النابعة من أهداف الحركة ومبادئها ووعدها وقانونها وطريقتها.
• ولقد عرف المعهد الفيدرالي الأمريكي الجودة بأنها القيام بالعمل الصحيح بشكل صحيح من أول مرة مع الاعتماد على التقييم لمعرفة مدى تحسن الأداء.
• وفي تعريفي (هشام عبد السلام موسى) من خلال تجربتي الذاتية في العمل الكشفي، أن الجودة في الحركة الكشفية: هي العناية بكافة تفاصيل ومفردات الحركة الكشفية بما يسهم في تحقيق اهدافها بشكل صحيح.
• كما حدد فليب كروزبي Crosby أحد مستشاري الجودة على المستوى العالمي أربعة معايير لضمان الجودة الشاملة في المؤسسات التربوية وفقاً لمبادئ إدارة الجودة الشاملة (T.Q.M.) وتشمل:
أولا- التكيف مع متطلبات الجودة من خلال وضع تعريف محدد وواضح ومنسق للجودة.
ثانيا- وصف نظام تحقيق الجودة للوقاية من الأخطاء يمنع حدوثها من خلال وضع معايير للأداء الجيد.
ثالثا- منع حدوث الأخطاء من خلال ضمان الأداء الصحيح من المرة الأولى.
رابعا- تقويم الجودة من خلال قياس دقيق بناءً على المعايير الموضوعية الكيفية والكمية.
أساليب تطبيق معايير الجودة في الكشفية:
يتم تحديد جودة الكشفية من خلال تطبيق المعايير العالمية المعروفه باسم (ISO)، وذلك باعتماد عدد من الأساليب لرقابة الأداء الداخلي والخارجي للحركة الكشفية، ومن أهم تلك الأساليب: التقويم الذاتي، والدراسات الذاتية، وتقويم العائد التربوي من الحركة الكشفية.
الجودة وتطبيقها في الأصول الكشفية:
يتضح لنا مما سبق عددا من المفاهيم والمعايير التي يمكننا من خلالها تفهم موضوع تطبيق معايير الجودة في الحركة الكشفية، وأنه أصبح أمرا ضروريا لمسايرة التطور الكمي والنوعي الذي تستهدفه الحركة الكشفية على الصعيد المحلي والعربي والعالمي، مع التأكيد على أن الحفاظ بل التأكد من تطبيق الثوابت الكشفية في الحركة لا يتنافى مع التطوير الذي ننشده وهو ما يعزز معايير الجودة، ويمكننا أن نركز على تطبيق معايير الجودة في الحركة الكشفية من خلال التأكد من مدى تطبيق العناصر التالية بكفاءة، ونطرح على أنفسنا التساؤلات التالية شريطة أن ينتهي كل تساؤل منها بكلمة (بكفاءة): (هل تتحقق أهداف الحركة الكشفية؟، هل تتحقق الأهداف التربوية لكل مرحلة كشفية؟، هل نلتزم بأسس ومبادئ الحركة الكشفية؟ هل نطبق وعد الكشافة؟، هل نطبق قانون الكشافة؟، هل نطبق الطريقة الكشفية؟، هل نلتزم بالزي الكشفي في ممارساتنا وأنشطتنا؟ هل هناك انضباط في شكل الزي ولونه وتفصيله وشاراته؟، هل نلتزم بتطبيق التقاليد الكشفية في مراسم العلم؟ هل تطبق نظام حفلات الوعد والقبول والميثاق؟، هل نطبق تقاليد حفلات السمر؟، هل تطبق المناهج الكشفية لكل مرحلة؟، وهل لدى كل عضو في كل مرحلة كشفية بطاقة تقدم خاصة به؟، هل نطبق نظام شارات الهواية والكفاية بكافة تفاصيله؟، هل تطبق اجتماعات الفرق والسداسيات والطلائع والرهوط بشكل دوري؟، هل يوجد سجلات لدى كل فرقة؟، هل يوجد نادي للفرقة تمارس فيه أنشطتها وبه أركان لكل طليعة؟، هل تمارس الكشفية أنشطتها في حياة الخلاء؟، هل يمارس الفتية والشباب في الحركة برنامجا جيدا ممتعا وجذابا ومشوقا وتربويا؟، هل يتوفر لدى الكشافين في كافة المراحل الأدلة والكتب والملصقات التوضيحية التي تساعدهم على ممارسة المناهج؟، وهل المناهج أصلا متطورة وملائمة للعصر وملبية لاحتياجات الفتية والشباب؟، هل يتوفر لدينا قادة حقيقيون لقيادة الفرق الكشفية؟، هل مستوى قادة التدريب ومساعديهم يتفق مع المعايير العربية والعالمية في التدريب والتأهيل؟، هل الجمعيات التنسيقية والإقليمية تقوم بالدور المناط بها؟، هل الهياكل التنظيمية في الحركة الكشفية تلائم متطلبات التطوير؟، هل اللوائح والقوانين المطبقة تتناسب مع أهداف الحركة وطموحات الفتية والشباب؟، هل لدينا إعلام كشفي قوي يعبر عن قيمنا التربوية ومساهماتنا في التربية لإعداد أجيال من الفتية والشباب؟، هل لدينا توثيق حقيقي لكافة مفردات التاريخ الكشفي؟، هل لدينا تواجد يومي للكشفية في المجتمع؟، هل لدينا تقييم حقيقي ودراسات حول رؤية المجتمع لنا وتقييمه لأدائنا؟، هل تتوفر لنا الشفافية في القرارات الكشفية؟، هل لدينا معايير منضبطة للترشيح للمهام الداخلية والخارجية؟، هل لدينا معايير منضبطة لمنح الأوسمة والشارات والأنواط؟، هل تتوفر لدينا مخيمات ومراكز تدريب تلبي احتياجات أعضاء الحركة في نطاق تواجدهم الجغرافي؟، هل تتوفر لدينا مصادر التمويل الكافية أو المشروعات الإنمائية المالية التي تغطي تكاليف الحركة باعتماد ذاتي لا يلجؤها للاعتماد على الدعم الحكومي؟، هل لدى الكشفية استقلالية القرارات؟، هل العاملون في الحركة الكشفية تحت اسم التطوع منتجون حقا للكشفية أم منتفعون منها؟، هل لدينا خططا وبرامج حقيقية نسهم من خلالها في خدمة وتنمية وطننا؟، هل لدينا شراكات حقيقية مع مؤسسات المجتمع الحكومي ومنظمات المجتمع المدني باعتبارنا مكون له وجوده في المجتمع؟، هل لدينا خططا واضحة لتنمية العضوية في الحركة؟، هل لدينا حدودا واضحة للعلاقة بين المتطوعين والمتفرغين في الحركة الكشفية ولدور كل منهم؟، هل لدينا تواجد قوي على الساحات الكشفية العربية والعالمية؟، هل لدينا أعضاء مؤثرين في اللجان الكشفية العالمية والعربية؟، هل نشكل عبئا على الدولة، أم نحن داعمين للتوجهات الوطنية والأهداف الاستراتيجية لوطننا في إطار المواطنة الملتزمة؟…….
وكلما أمعنا في الجودة أمعنا في التفاصيل المرتبطة بالحركة الكشفية، ونظل نتساءل في كل مفردة من مفرداتها في محاولة للوصول إلى إجابة صادقة مع أنفسنا، فمن السهل أن نجيب عن كل تساؤل ورد بإجابة سهلة هي ببساطة (نعم)، لكننا سنكون نتجمل أمام أنفسنا؛ لأن تطبيق معايير الجودة يلزمنا بميزان دقيق.. حقيقي.. واقعي.. حيادي.. في إجابة كل سؤال،.. لذا هي دعوة لنا جميعا أعضاء الحركة الكشفية أن نتساءل وأن نجيب بصدق وواقعية، وأن نسعى لتطبيق معايير الجودة في حركتنا الكشفية، كل منا في مستواه ومكانه وفي حدود مسؤولياته…
Â
بقلم/ هشام عبد السلام موسى
رئيس جمعية الكشافة الجوية بالدقهلية