انتهى الموسم الدراسي لسنة 1985 وحل معه حر الصيف فأحسست بالضجر ومن مغامرات الأصدقاء التي غالبا ما لا تنال رضى الأسرة فقررت من تلقاء نفسي تتبع مسار مجموعة منتظمة السير بلباس موحد و مميز فإذا بي أجد نفسي أمام سبورة تضم إعلانا تمت صياغته ببعد تجاري كتب على اللوحة السوداء عبارة غريبة مخيم عدمام بتازة قرب السعيدية
وعبارة سترافقني طيلة سنوات التخييم المقاعد جد محدودة أثارتني العبارتين فطرت إلى والدي رحمة الله عليه الذي لم يتردد في إعطائي واجب المشاركة رغم اعتراض خالتي التي كانت تفضل منظمة الكشاف المغربي كون المسؤول الأول أحد أفراد العائلة شيء هين أمام رغبتي الجامحة في التسجيل كون المقاعد جد محدودة أعتذر كنت أول المسجلين ناهيك عن أن المخيم بتازة بالقرب من الشاطئ وفق جغرافية القيمين على نشاط الفرع خلال تلك المرحلة…..لم تكن الفرصة مناسبة للاحتجاج على العبث بجغرافية المغرب مفضلا التمتع بطبيعة خلابة للمنطقة إدراك فلسفة العيش في جماعة نتداول فيها المسؤولية مقدرا مجهودات قادة شباب غابت عنهم وسائل العمل فآثروا تعويض ذلك بخرجات المغامرة والاستكشاف وتسلق الجبال سرعان ما يتغير سلوكهم ويفقدون أعصابهم أمام شغب بعض المشاركين…سلوك أدركت مسبباته عند تقلدي المسؤولية سنتين بعد ذلك في سن السادسة عشرة في غياب تكوين يساعدني على تأطير 28 شبل وزهرة رأسمالي حرصي الشديد على تميز سرب أبي رقراق أمام جسامة المسؤولية في سن مبكرة وغياب وسائل العمل سرعان ما أستحضر سلوك الأولين في معالجة القضايا التربوية سرعان ماإنتفضت على أسلوب تدبير الشأن التربوي وتبني الأساليب العتيقة من عقوبات جماعية للأطفال والحق في إبداء الرأي حول التغذية والبرنامج على سبيل المثال…جعل انفتاح أحد رفقاء المسير النعانعي على تجارب القطاع الخاص في التخييم وقدرة بنجبيلي على التحليل الممنهج للأشياء تشكيل وعي تربوي سرعان ماتحول إلى ثورة هادئة أخذت أبعادا تهم بالأساس التدبير المالي وغياب محطات التقييم والمحاسبة…أدركنا فيما بعد وخصوصا بعد انفتاحنا على الأنشطة الوطنية وتابعنا عن قرب ما عرفتة الجمعية من تحولات في توجهاتها الاستراتيجية والمراهنة على المؤسسات أدركنا نحن الشباب أن فلسفة التغيير تقتضي عدم التركيز على الأشخاص حتى لا نسقط في شرك الصراع الجيلي بل المراهنة على ترسيخ القيم الكشفية التي نقتسمها جميعا فتحولت بذلك رؤيتنا صوب تسويق مشروعنا التغييري الذي ننشده لدى قيادات الفرع التاريخية وهنا أستحضر القائد كركاس بومزكان أوسكين فروج فنيش أبو أحمد بوطربوش ونورة الإدريسي أوسكين أستحضر حرصهم الشديد على مستقبل أفضل للنشاط التربوي للفرع تعاطف يربطونه بسنوات المجد للفرع خصوصا أن الأحداث تكررت وقائعها أمامهم مع تحول في المواقع وتردد في المواقف التي نريدها حاسمة بحكم اندفاعنا كشباب ينشد التغيير وفق نموذج مثالي متناثر بين أدبيات فلسفة الحركة الكشفية التي نقلها بأمانة القائد المربي بنعيسى التروكي …..يتبع