تم إنشاء مركز التكوين الكشفي (جيلويل بارك Gilwell Park) المشهور سنة 1918 لتدريب القادة وتنظيم التظاهرات والمخيمات الكشفية، ومن خلاله أصبح لمفهوم التدريب كيان خاص به، “.
متكون من فضاء مثالي لمزاولة الأنشطة الكشفية، ومحتوى مضمون تدريبي خاص، ومجموعة من القادة المكونين، ومنذ تلك السنة أصبح المركز يستقبل المتدربين لدراسة الشارة الخشبية التي تؤهلهم لتولي مهمة قادة الوحدات، وعند نهاية الدورة التدريبية كان “بادن باول” يسلمهم الشارة الخشبية بنفسه، وهي عبارة عن قلادة مكونة من حبتين معلقتين في خيط جلدي، والحبتين مأخودتين من قلادة “Dinizuluونظرا لأهمية التكوين في نشر الأفكار الكشفية وضبط أسلوبها وطريقتها، فقد أقر المؤتمر الكشفي العالمي الثامن المنعقد بباريس سنة 1922 أن يصبح المركز ذا إشعاع دولي كي يتوافد عليه المتدربون من مختلف الدول. وظل(جيلويل بارك Gilwell Park) يقوم بتلك المهمة التدريبية حتى سنة 1947 أي بعد وفاة “بادن باول” بستة سنوات عرف التدريب تطورا ملحوظا، حيث أقيمت دورة تدريبية تجريبية لفائدة قادة مخيمات التدريب وأصبحت هذه الدورات التجريبية تجلب المتدربين من عدة دول.
لقد كان لتلك الدورات تأثير إيجابي كبير على الحركة الكشفية عالميا، وفي سنة 1956 عرف التكوين الكشفي طفرة نوعية هامة، أقيم خلالها أول تدريب بشكل رسمي، وضع له منهاج موحد يشرف عليه مكون من “درجة قائد التدريب”. وخلال المؤتمر السادس عشر (بكمبردج) ظهرت ملامح السياسة الدولية في التكوين الكشفي، وأصبح تفويض تنفيذها في العديد من الدول. وبعدها توسع مجال التدريب. وفي سنة 1961 تأسست “اللجنة العالمية للتدريب” كفرع عن اللجنة الكشفية العالمية، حيث تقدمت بتوصيات هامة أدت إلى تعيين “مفوضي التدريب الأهليين“(في هذه السنة تم الاعتراف الرسمي بالكشفية المغربية من طرف المكتب الدولي) وبعد فترة تقدمت اللجنة بتقرير مفصل عن وضع تدريب “قادة القادة” وأرفقته باقتراحات مهمة تهم السياسة الجديدة في التدريب، التي تبناها المؤتمر العالمي 18 بهلسنكي سنة 1969 .
استمرت وتيرة تطوير مجال التدريب في المركز الدولي، الذي أصبح يقوم بنشر مضامين التدريب على أوسع نطاق، وعلى إثر ذلك تم تأسيس “لجان التدريب الإقليمية” في الأقاليم الخمسة المعتمدة من المكتب الدولي، بغية دعم الجمعيات الوطنية ومساعدتها لتطوير أنماط التدريب، وخلال المؤتمر 26 المنعقد سنة 1977 تفويض الجمعيات الوطنية مسؤولية تدريب قادة التدريب داخل جمعياتهم الوطنية، حيث انعكست أهمية التفويض وأسفرت على نتائج باهرة، سواء على مستوى تأهيل الأطر أو على مستوى الممارسة الكشفية بين الفتية والشباب، أو على مستوى نشر الحركة على نطاق واسع.
ومواكبة لتنفيذ السياسة الدولية للتدريب بادر المكتب الكشفي العالمي إلى نشر المطبوعات وعلى رأسها ” كتاب التدريب الدولي” الذي ترجم لجميع اللغات المعتمدة، منها النسخة العربية التي وزعت على جميع الدول العربية، ومن بينها المغرب، كما قام المكتب الدولي تقديم الدعم عن طريق الأقاليم لتطوير التدريب داخل الجمعيات الوطنية.
لقد عرف مركز التكوين الكشفي (جيلويل بارك Gilwell Park) منذ تأسيسه مجموعة من المحطات التاريخية تبرهن عن التطور المتواصل للخدمات التكوينية والتنشيطية والإشعاعية ما بين سنة 1918 و سنة 1977 كالآتي :
1918 – إنشاء مركز التكوين الكشفي (جيلويل بارك Gilwell Park)
1922 – أصبح المركز ذو إشعاع دولي في مجال التدريب والأنشطة الكشفية
1947 – أقيمت دورة تدريبية تجريبية لفائدة قادة مخيمات التدريب
1956 – أقيم أول تدريب رسمي، وضع له منهاج موحد يشرف عليه مكون من درجة قائد التدريب
1961 – تأسيس “اللجنة العالمية للتدريب” كفرع عن اللجنة الكشفية العالمية
1969 – تقيدم اللجنة بتقرير مفصل عن وضع تدريب “قادة القادة” مرفق باقتراحات
1977 – تفويض الجمعيات الوطنية مسؤولية تدريب قادة التدريب
المعمورة : المركز الكشفي عبد الكريم الفلوس
في سنة 1981 تم تفويت مركز المعمورة للجامعة الوطنية للكشفية المغربية، على أساس أن يصبح مركزا للإشعاع الكشفي الوطني والدولي، وهو مركز جميل جدا، وقريب من العاصمة الرباط، يبعد عنها بثمانية كيلومترات فقط، وضعت رهن إشارته موارد بشرية وإمكانيات مادية، وصرفت عليه ميزانيات مهمة لمواكبة احتياجاته، ورصدت له اعتمادات مالية لتغطية نفقات التغذية خلال الدورات التدريبية وخلال المخيمات واللقاءات طيلة السنوات (1981 – 2013) :
- ما هو موقع التكوين الكشفي بين مركز “المعمورة” مقارنة مع “جيلوين بارك” ؟
- ترى ما هي حصيلة مركز المعمورة لمدة 32 سنة من وضع المركز رهن إشارتها ؟
- ما هي قيمة الخدمات التي يقدمها المركز للكشافة على المستوى الوطني والدولي ؟
- كيف يسير هذا المركز الهام ؟
- أو بالأحرى : هل يتوفر على أسلوب للتسيير والتدبير ؟
من هو المؤهل للإجابة عن هذه الأسئلة ؟ الله أعلم
القائد شكيب الرغاي