الفكرة التي تحملها الحركة الكشفية
ليست الكشفية مجرد فضاء أو بناية لاستقبال الفتية والشباب لقضاء أوقاتهم الحرة، أو لقاءات واحتفالات بل هي أكبر من ذلك بكثير، إنها حركة تحمل فكرا يشمل التربوي والاجتماعي والثقافي التي تنتمي للحضارة الإنسانية، فحين يؤمن الفتى أو الشاب بهذخ الفكرة فإنه يتصرف وفقها ويتعامل على أساسها، ويعتبر قيمها ومبادئها كخطة طريق، إنها تختزل أسلوب حياة لا يؤمن إلا بالعمل الجاد وبالتعاون والمبادرة والتكافل والأمل في المستقبل.
لم يكن اختيار الطبيعة لممارسة أنشطة الحركة صدفة، بل كانت اختيارا مستهدفا، لأن الحياة داخل الحواضر تُدخل الفرد في دوامة من الصراعات الاجتماعية، وتدفعه لضغوطات نفسية قاسية ومستمرة، فجاء هذا الفكر التربوي بهذا المعطى الطبيعي الجديد في ممارساته القديم في وجوده، لاعتبار أن الفتى أو الشاب عندما يدخل المجال الطبيعي في سياق الأنشطة الكشفية فإنه لا يدخله مستمتعا بجمال ونقاء الطبيعة فقط، بل يدخله ليتأمل في إبداع الخالق لهذا الكون العظيم، ويعي توازنه وتكامله، ويتأمل فيه تكامل مكونات الحياة، ولكسر روتين الملل الذي تفرزه الحياة اليومية يتم الابتعاد عن ضوضاء المدن، والتأمل في الكون بكل هدوء وسكينة في قدرة الخالق، واستنشاق عبق الصفاء والإيمان النقي.
تتوفر الحركة الكشفية على بريق خاصيمكنها من قدرة هائلة على استقطاب الأعضاء إليها، من خلال أسلوبها في التنظيم ومن خلال الأنشطة المثيرة الجذابة، ونظرا لقدرتها على التكيف مع أوضاع وقيم الجماعات البشرية الذين ينتمون إليها، ولها مؤهلات سهولة الانتشار والتوسع في مناطق متعددة بفضل الحب والارتباط العميق الذي يربط الأعضاء بالحركة الكشفية، ويجعلهم يتدبرون أمور أعمالهم وأنشطتهم بكل ما يتوفرون عليه من قدرات ووسائل وإمكانيات ذاتية وجماعية، يسخرونها بروح تطوعية خالصة لخدمة مبادئ وأهداف الحركة، التي تترجم مباشرة إلى كل ما يصبو إليه المجتمع المحلي والوطني، وتشركهم في تنظيم أنشطة تتناسب مع مراحل نموهم وتتلاءم مع قدراتهم البدنية والعقلية والاجتماعية والروحية…على أساس حرية اختيار الفتية والشباب لفقرات أنشطتهم بأنفسهم، قصد تلبية حاجياتهم ورغباتهم التنظيم الذي يحمل هذا الفكر التربوي يكون مطالبا بمواكبة التطورات والمستجدات، عبر تقديم آراء واقتراحات عن كل موضوع يهم قضايا المجتمع بصفة عامة، والترافع في مجال تخصصه الذي يتعلق بكل المبادرات التي تسعى النهوض بأوضاع الطفولة والشباب وتنمية طاقاتهم الإبداعية، وتحفيزهم على الانخراط في الحياة الوطنية بروح المواطنة المسؤولة”.
ولتكون الحركة الكشفية في الموعد، عليها أن تواكب قضايا المجتمع، وتتفاعل معها كتنظيم له حضوره على الساحة التربوية، ولن تتمكن من ذلك عليها أن تتخطى المشاكل الهامشية، وتتجاوز الصعوبات التنظيمية وتتأمل في أهداف الحركة وغاياتها النبيلة، وتحاول اكتشافها من جديد لتتمكن قياداتها الخروج من غفوتهم، والتصرف بكل نضج، لرؤية الواقع الحالي رؤية متحضرة لتحقيق الوحدة والتماسك الذي يؤهلها لتحقيق أهدافها، عبر رصد قضايا الفتية والشباب المغربي وفق ظروفه المعاصرة، كي تتمكن الحركة من الساهمة في تنفيذ برامج القطاعات الحكومية لنشر ثقافة النجاح وإعلاء القيم الايجابية ومواجهة الآفات الاجتماعية، ومقاومة المخاطر المتعلقة بالإدمان والجريمة والعنف والاستغلال الجنسي والانحراف، بالعمل الميداني الفعلي وبالفكر.
القائد : شكيب الرغاي