علمت كشافة بتحرك بعض رواد الكشفية الحسنية المغربية من منطلق عضويتهم بالمجلس الاعلى للمساهمة في تعميق النقاش حول واقع الجمعية و كذا الأزمة التي تسيطر على واقع الحركة الكشفية المغربية
نداء من أجل مراجعة مسار الجمعية بما يحقق تثمين التوافق والحكامة والديموقراطية
في حياة الكشفية الحسنية المغربية
توضيح حول مقترح النداء
إن الحديث عن شؤون جمعيتنا العتيدة الكشفية الحسنية المغربية ذو شجون، خصوصا لما نعود بالذاكرة إلى الستينات والسبعينات والثمانينات ونستعرض أمجاد الحسنية ونضالاتها ومنجزاتها وتحدياتها وما تحقق من مكتسبات وما راكمته من أنشطة وبرامج.
ومن أجل الحفاظ على نفس المسار ومراجعة الجوانب الإيجابية ودعمها، وبحث الصعوبات السلبية وعلاجها عرضت مقترح هذا النداء على الأخوة عبد العزيز الإدريسي وعبد العزيز اكديرة وعبد الرحمان حسون الفيلالي. وبعد شرح أهدافه ودراسة مكوناته، وافق الأخوة القادة التاريخيون على مقترح النداء رغبة في ضمان استمرارية إشعاع الجمعية.
ويسعدني أن أقدم لكم ما جادت به قريحة الأخ القائد عبد الرحمان حسون الفيلالي، حول النداء لإثراء النقاش مستعد لكل مناقشة يكون الهدف منها تطوير الجمعية وخدمتها.
تحية أخوية صادقة
الأخ عبد الجبار
أتشرف بالرد عن خواطرك التي تنم عن غيرتك عن جمعيتنا العتيدة، الكشفية الحسنية المغربية التي ناضل من أجلها خيرة قاداتها وعلى رأسهم أخونا وقائدنا وصديقنا المرحوم الأستاذ عبد الكريم الفلوس، الذي ضحى بالغالي والنفيس، من أجل استقلالية القرار داخل الجمعية، مع الحفاظ على تماسك ووحدة الجمعية، وضمان استمراريتها، وقد حملنا المشعل بعده، واستطعنا بفضل إخلاصنا وتفانينا ونكران الذات، أن تجتاز العواصف والأمواج، حتى أوصلنا الجمعية إلى بحر الأمان، في الوقت الذي كان يتوقع الخصوم، والمتربصون، أننا لن نبلغ العشرية الأولى.
وها نحن الآن في منتصف العشرية الخامسة من انتفاضة الجمعية المباركة، وقد تم تكوين قادة شباب، تحملوا المسؤولية من بعد، وتشبع البعض بتلك القيم، والطابع الخاص الذي ميز على الدوام أنشطة الجمعية، حتى أننا كنا ننشد الكمال في تداريبنا وأنشطتنا.
ولكن هل الجمعية أو العمل الكشفي، لازال له ذلك البريق اللامع، أمام الكم الهائل من الجمعيات التي لها أنشطة موازية لما هو معهود في الحركة الكشفية.
وهل العمل الكشفي وجمعيتنا تطورت ونمت وسايرت المستجدات، مع الحفاظ على طقوسها ومراسيمها التي ميزتها على الدوام والصالحة في كل زمان ومكان.
وهل قادة الكشفية الحسنية، ترسخت لديهم قناعة والتي اعتبرها مبدئية، وهي أن كل قائد بها، عليه ترك المسؤولية لمن سعى في تكوينه بعده، وإن لم يفعل فهو غير أهل لمسؤولية القيادة لعدم تكوين الخلف، وهل الحركة الكشفية مازالت قادرة على لعب الدور الريادي في ميدان الطفولة والشباب الذي كان فخرا لها، وبفضله استطاع آلاف الشباب تبوء المناصب العليا في البلاد، سواء في دواليب الدولة أو في القطاع الخاص، منذ الستينات حتى أننا عندما نتساءل عن سر النجاح نجد أن ذاك المسؤول مر من الحركة الكشفية، وهي التي صقلته وتركت بصماتها في سلوكه وتفوقه ونبوغه وتميزه عن الآخرين. ما هو سر انطفاء شعلة الحركة الكشفية، رغم أن مبادئها وقيمها عالمية، وإن التربية الكشفية مبنية على روح الإخاء والتفاهم والتعاون والتعايش مع الغير ونبذ التفرقة وإسداء المعروف والخير للغير، أي أن الكشفية تعلم التسامح ونكران الذات والعيش داخل الجماعة وتتشبع بأنبل المبادئ الأخلاقية وهي أسرار نجاح قاداتها اللذين ترسخت لديهم هذه القناعات.
أخي عبد الجبار
لقد تمعنت في أفكارك وخواطرك والتي أشاطرك الرأي فيها لكوننا ورغم ابتعادنا لازالت الحركة الكشفية الحسنية على الخصوص تشغل بالنا ونسعى لرقيها وتبوئها الصف الأول في ميادين الطفولة والشباب، وإن غيرتنا وحبنا للجمعية وتكويننا بها وعطاءاتنا لها هي التي تحرك أشجاننا ودواخلنا وتجعلنا ولو من باب الفضول أن ندلي بدلونا ولو خارج اللوائح والأنظمة ولو على سبيل الاستشارة والخبرة التي يجب أن لا نبخل بها، لأن المدرسية الكشفية علمتنا هذه القيم بما فيها النصح والإرشاد.
إن استرشاد من يتحملون المسؤولية اليوم ليس مصدره الأبوية أو التعالي أو احتكار المعرفة، كلا ولم أتعامل يوما بهذا المنطق وأن التربية الكشفية ليس في قاموسها الانفراد بالرأي وفرضه على الآخرين لأننا ننتمي إلى الحسنية تكوينا وحبا وعطفا عليها ولا نريد أن تعرف الانحطاط ما دمنا على قيد الحياة ولا نريد أي اضمحلال للكشفية الحسنية ولو بعد الأجيال القادمة.
الأخ عبد الجبار
إن أفكارك واقتراحاتك وتساؤلاتي وخواطري التي جادت بها قريحتي تمليها علينا مواقعنا السابقة والمسؤوليات التي تحملنا في الجمعية واعتقد جازما أن المجلس الأعلى للجمعية يعطينا حق إعطاء الاستشارة والاقتراحات التي نراها ضرورية ونجاعة وفعالة لما فيه مصلحة الجمعية من منظور لا تمليه علينا أية مصلحة شخصية أو إرضاء أية رغبة في البقاء أو ممارسة المسؤولية بالوكالة.
إن هذه الأفكار والخواطر قابلة لكل نقاش هادف وبناء لما فيه من استقرار واستمرار لقيام الكشفية الحسنية بالدور الحقيقي والفعال في مجال التربية والتكوين مع نكران الذات وتغليب الصالح العام الذي هو شعار الحركة الكشفية.
أخي عبد الجبار أرجوا تعميم هذه الخواطر العابرة والمقتضبة على باقي مكونات الجمعية، وإنني مستعد لكل مناقشة يكون الهدف منها تطوير الجمعية وخدمة الحركة الكشفية لما فيه المصلحة العليا لهذا البلد الذي نحبه ونعتز به والذي أعطانا الكثير ويجب أن نرد الجميل قبل فوات الأوان
الأخوة الأعزاء : رئيس المجلس الوطني للجمعية وجميع أعضائه.
: المفوض العام للجمعية وجميع أعضاء المفوضية العامة.
: مفوضي الجهات ومناديب الفروع.
: القادة مؤسسي الجمعية وإلى جميع القادة الساهرين على تأطير مختلف مؤسسات الجمعية.
: القادة الشباب العاملين من أجل أن تبقى الجمعية قوية في عطائها، مسايرة لتطلعات مختلف فئات أعضائها فاعلة في الميدان الكشفي.
أيها الأخوة : لا يمكن لأي عضو مخلص لجمعيته، الكشفية الحسنية المغربية أن ينكر أن جمعيتنا، تعيش منذ عدة سنين: احتقان داخل مكوناتها نتج عنه توقف مجموعة من قادة الجمعية، عن ممارسة نشاطهم الكشفي داخل الجمعية، كما تعرف الجمعية حاليا، خلافات وصراعات أثرت سلبا على مسار وأداء الجمعية.
أيها الأخوة : إننا مقتنعون أن الوضع الحالي الذي تعيشه الجمعية، إذا لم يتم علاجه، سيعمق الاحتقان، ويزداد الصراع ويمكن – لا قدر الله – أن يحد من الدور الريادي للجمعية، في مجال العمل الكشفي الفاعل ببلادنا.
أيها الأخوة : أمام هذا الوضع نثير الانتباه إلى أن تنظيم المؤتمر التاسع، قبل علاج أسباب الاحتقان، سينتج عنه تعميق الصراعات وتأجيج الخلافات والانقسامات وسيعرض مستقبل الجمعية إلى المجهول واقتناعا منا بضرورة البحث عن مخرج مشرف للجميع، ومناسب لما تتطلبه المرحلة من علاج
- §عبد العزيز الإدريسي
- §عبد العزيز اكديرة
- §عبد الرحمن حسون الفيلالي
- §عبد الجبار جبرو