جلب المصالح و درء المفاسد : ق.شكيب بنعياد
لنازلة: التلويح مجددا بنهاية العالم مع اقتراب كل استحقاق ديموقراطي متمثلا بالمؤتمر و التخويف من تحول الجمعية إلى أرخبيلات صغرى.
المعالجة المقترحة أو القاعدة التي تقترحها نخبنا أو بالأحرى فقهائنا القيمون على أمرنا : درء المفاسد مقدم على جلب المصالح و بالتالي تأجيل موعد التغيير إلى حين ترتيب البيت الداخلي و معالجة قضايا آنية من قبيل : السكن الوظيفي – الصراع الجيلي – المناوشات الحدودية بين فروع الجمعية بحجة من الأحق بنيل منح السلطات المحلية – الموت السريري للجامعة الوطنية للكشفية المغربية و قضايا خلافية و أخلاقية أخرى بدأت تطفو على السطح…. الشماعة هنا النهج الديموقراطي كمنطلق و أسلوب و اقتراح أسلوب المشيخة الصوفية في علاقة الشيخ بالمريدين كأسلوب ناجع لتدبير الانتقال الديموقراطي داخل الجمعية.
قواعد الجمعية المختلفة و ضميرها الحي الشباب غير مقتنع البتة للإحالة على هذه القاعدة الفقهية و لو بعبارات أخرى مثل قولهم ” الاجتناب مقدم على الاجتلاب ” أي اجتناب المفاسد مقدم على اجتلاب المصالح. و الاقتناع بأن تدبير الصراعات أو النزاعات أو الخلافات القائمة فرع من قضيتنا الأصلية: التغيير ، وليس هو القضية الأصلية ، ولا هو شطرها الأكبر ولا هو صاحب الأسبقية والأولوية.
القضية الأصلية ، ذات الأسبقية والأولوية هي بناء المصالح عبر الانخراط في مسار التغيير حيث تشير البحوث والدراسات أن تغيير الأفراد والأشياء ليس من المحال، بل أن طبيعة البشر تقبل التغيير كأمر طبيعي في حياتنا اليومية. وما يرفضه الأفراد هي الإجراءات التي يمر بها التغيير والظروف المحيطة به وأن مقاومة التغيير ترجع إلى عدة أسباب منها: عدم الرغبة في التخلي عن التقاليد وأنماط الاشتغال المتبعة – الخوف من نتائج التغيير، أو اعتباره تهديداً للمصالح- الخوف من فشل التغيير- الشعور بالرضا عن الوضع الحالي
إن الاشتغال بتدبير الانتقال السلس تبدو قضية ملحة وعاجلة حتى لا يستمر تقديم العربة على الحصان لكن هذا لايعفينا من وجوب – الوجوب هنا فرض عين كما ذهب إليه أحد القادة – تدشين مسلسل التغيير عبر الاستمرار في تأهيل و تنمية الجمعية والأولوية هنا للأعمال والمبادرات والمشاريع الإيجابية من قبيل تنزيل متطلبات المشروع التربوي للجمعية, الجهوية الموسعة – الانتقال من أسلوب تنمية الراشدين إلى منطق هندسة التكوين – الجودة و الحكامة الرشيدة ……
إن هذا النهج سيقتضى حتما تقليصاً فى مقدار الاشتغال بتدبير الانتقال أو بالأحرى هندسته، لفائدة إنجاز المصالح البدائل.
إن جوهر التغيير هي أن نوقد شمعة لا أن نلعن الظلام. فلعن الظلام يحسنه كل أحد، ويمارسه كل أحد و ليس بالضرورة التخندق في منطق الرافضة كون ذلك يجعلك من حيث لا تدري حبيس : الانتقاد – الاستنكار- الإدانة و الاستهجان..أما متطلبات التغيير فهي أن تشارك في البناء لا أن تنهج منطق الكرسي الشاغر و تحويل نداء التغيير من عالم افتراضي قد يكون أسلوبا لا بديلا عن الصدح بقول الحق.
القائد : شكيب بنعياد