” ما أحوجنا إلى الكلمة الحرة التي تعبر عن أصالة في الرأي و ثبات في القناعات إذ الحقائق لا تتغير و التوابث لا تتزحزح”
إلى أين تسير جمعيتنا في وقت اتسعت الهوة بين اهتمامات نخبها و تطلعات قواعدها و ذهب كل فريق بما لديه فرحون أستحضر هنا مقولة شهيرة تصرفت في تهذيب ترجمتها حتى لا أبخس الناس حقهم مع الحفاظ على الدلالات: ” قصر النظر هي أن تعمل نفس الأمور بنفس الطريقة ثم تتوقع نتائج مختلفة” سياقات الاستشهاد نزول مظلة الاستثناء في ساحة جمعيتنا العتيدة …. عرفت الكشفية الحسنية المغربية محطات و طفرات نوعية في تاريخها غير مسارنا التربوي الكشفي للأحسن لعل أهمها 1969 سنة الانفصال عن الطوق الحزبي و التحرر من توجيهاته العمودية التعبوية مرورا بتبني الخيار الديموقراطي في تمثلاته المؤسساتتة من خلال عقد المؤتمر الأول- الرابع للجمعية في مستهل التسعينيات من القرن المنصرم وصولا بخيارات الاستثناء بدعوى تعديل مضامين القوانين و المناسبة شرط و الشرط هنا تبني التعيين كمفهوم جديد لتولي المسؤوليات القيادية الجهوية عوض الانتخاب من القواعد… فشل الخيار الأول سنة 2008 و ها نحن نعاود الكرة سنة 2013 بنفس الطريقة و بنفس الأسلوب فولد التفاضل بين التعيين و الانتخاب ميتا بمجرد عقد المؤتمرات الجهوية الاستثنائية كمحك أولي للمقترح الذي لا يشكل باي حال انساجاما مع متطلبات المرحلة و لا ترجمة لأهداف تربوية بيداغوجية بل موضة تقليد حرفي لقانون كشفي فرنسي يحمل الاستلهام فيه عقدة ابن خلدون في نظرية القوي و الضعيف تقليد يظن في الطرف الاخر الكمال. المتتبع لتاريخ جمعيتنا يؤكد أن التحولات التي عرفتها كانت رهينة بشرط الجرأة و المقاربة التشاركية في تبني أي خيارات استراتيجية تستشرف مستقبلا واعدا بعيدا عن النظرة النخبوية و تصنيف الناس إلى عامة و خاصة و جعل التخطيط للمستقبل رهينا بمجموعة إنتلايجانسيا الجمعية. خاضت الجمعية في خضم محطتها الاستثنائية الحالية تجربتين تبين شكلا قدرة الجمعية على التأقلم مع المتغيرات من خلال الانخراط في ورش تجديد مرجعياتنا التربوية حفاظا على التوابث و اشتغالا على متغيرات النظريات التربوية و رافق ذلك تدشين ورش تجديد النصوص القانونية فانقطع حبل الوصل بين التربوي و القانوني لغياب الناظم بين الواجهتين فتأكدت القطيعة بمجرد خروج المسودة الأولى من القانون الأساسي للجمعية و التي سبقت زمنيا المنتوج التربوي مما يؤكد عدم توفق فقهائنا في سك القوانين و جعل تجربتهم الذاتية المرجع الوحيد و الأوحد دون أي التفاتة لمتطلبات المشروع التربوي المعدل … إذا كانت 2013 سنة الاستثناء في تاريخ الجمعية بمبرر التأهيل و التطوير و التجديد فالفاتورة مرتفعة و المحصلة لا ترقى للتطلعات : تخيلوا معي المبلغ الإجمالي ل 6 اجتماعات نهاية الأسبوع للجان التربوية و القانونية و اجتماعات المقررين – 6 اجتماعات للجنة التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي – 9 مؤتمرات جهوية استثنائية – مجلس وطني استثنائي ثم اجتماع بداعي الانفتاح على أعضاء جدد بتفويض من المجلس الوطني و أخيرا مؤتمر وطني استثنائي بجدول أعمال غير قابل للنقاش…..جهد مشكور ستتأكد جدواه بنتيجة سيفرزها مؤتمر نهاية الشهر ليستمر الاستثناء و الترقب في انتظار عودة المياه إلى مجاريها و إعلان تاريخ عقد المؤتمر الوطني التاسع من تاريخ الجمعية.
القائد شكيب بنعياد