فنانون و إعلاميون بالدار البيضاء ضد البيدوفيليا و تضامنا مع الطفلة وئام
أمام المركب السينمائي “ميغاراما” بالدار البيضاء بدأت جموع المتضامنين ضدّ البيدُوفِيليَا بالالتحاق، الغالبية العظمى تلبس قمصانا بيضا إيمانا باسم “المسيرة البيضاء” التي هدف المنظمون من خلالها إلى التضامن مع كل الأطفال من ضحايا الاغتصاب بكل أرجاء الوطن، ومطالبة القضاء باتخاذ إجراءات أكثر حزما وردعا، خاصة بعد تلك القصة المؤلمة للطفلة وئام التي تعرضت لاعتداء جنسي وجسدي شنيع، عرّى من جديد خللا كبيرا لا زال يسكن في المجتمع المغربي ويأبى أن يراوح مكانه ضدا على كل الجهود المبذولة
ورغم أن المسيرة تزامنت مع سباق للدراجات الهوائية، حتم على المتضامنين مع الطفولة أن يتقاسموا الفضاء مع المتسابقين، إلا أن الحضور كان ضخما ومتنوعا وتجاوز العشرة آلاف ، لتبدأ المسيرة في اتجاه شارع الكورنيش بالمنطقة المعروفة في الدار البيضاء ب”عين الذياب”، وُرود بألوان وردية في أيادي مجموعة من الأطفال، نساء يحملن لافتات تندد بما وقع لوئام من جرم مشهود، شباب يحرصون على حُسن تنظيم المسيرة رفقة رجال الأمن، وشعارات تنطلق من الحناجر تحمل رسالة: الجنس على الأطفال = جريمة
عدد من نجوم الإعلام والفن تواجدوا بهذه المسيرة التي دعت إليها عدد من جمعيات المجتمع المدني وكذلك نخبة من الفنانين والإعلاميين والمتضامنين، منهم رشيد الإدريسي، المنشط التلفزيوني، الذي ظهر في بداية المسيرة على وجهه علامات الترقب رغبة في إنجاح هذا الحدث خاصة وأنه كان هو الداعي إليه في الفايسبوك، الممثلة آمال صقر، التي تضامنت مع وئام منذ الأيام الأولى لنشر قضيتها على وسائل الإعلام، المخرجة بشرى إيجورك، الممثلة آمال الثمار، الممثل محمد خيي، المنشط الإذاعي خالد نزار، ونزهة الصقلي، الوزيرة السابقة للتنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن.
الطبيب المشرف على العملية الجراحية لوئام، قال في حديث خص به هسبريس أن رؤية كل هذا التضامن مع الضحية جعله يشعر بالفخر لكونه ساهم في إعادة القليل من البسمة لشفاهها، متحدثا عن أن وئام ليست سوى مثال بسيط لعشرات الأطفال الذين يُعتدى عليهم بشكل يومي بالمغرب، رغم أنه عاد ليؤكد، أن مثل هذه الجرائم تقلصت بعض الشيء في الأشهر الأخيرة بفضل العمل الجبار الذي تقوم به العديد من الجهات.
وأصرّ المنظمون على عدم حمل المتضامنين للافتات معينة تقدم جمعياتهم، فالحدث هنا يهم الجميع، والكثير من الانقسامات التي طبعت المجتمع المدني في عملية المساهمة في الحد من هذه الظاهرة، لم تعد مرحبة بها كما أخبرنا بذلك مصدر من لجنة التنظيم.
ومثلما كان متوقعا، فوئام لم تكن هي القصة الوحيدة المؤلمة بهذه المسيرة، بل انضافت إليها العشرات من الوقائع لأطفال عانوا من الاعتداء والاستغلال الجنسي، ففي كل ركن من شارع الكورنيش، تكونت بعض الحلقيات الصغيرة، حول امرأة تحكي بمرارة، كيف آذوا فذة كبدها، كتلك التي أتت من الجديدة والدمع يغسل خديها، تتوعد الذي اغتصب ابنتها القاصر، بأنها ستنتقم منه إن لم ينصفها القضاء.
المسيرة التي دامت تقريبا ساعتين، ورغم مجموعة من الاختلالات البسيطة التي شابتها كعدم التوحد في الشعارات وفي عدم التنسيق مع السلطات لتفادي خلط الأوراق مع سباق الدراجات، فقد نجحت بشهادة منظميها وعدد من الحاضرين ممن استقت هسبريس آرائهم، في نفض الغبار عن ملف يشكل جزءا ليس باليسير من أرشيفات محاكم المملكة، وفي كشف واقع مهين يتمثل في الطعن من كرامة جسد بريء لا زال لا يعرف شيئا اسمه الجنس، بل أن الوعي بخطورة مثل هذه الظواهر، ظهر جليا في حوارات كل الحاضرين، ممن عزموا أشد العزم، على إكمال المسير في سبيل اقتلاع شوكة الاستغلال الجنسي للقاصرين، ف”حتى لو انتهت هذه المسيرة البيضاء، فسننظم مسيرات أخرى قد تتلون بجميع ألوان الطيف، لأن استمرار وجود حالات كوئام، هو عار للمغرب ولجميع المغاربة” تحدثنا شابة بيضاوية بكثير من الغضب(هسبريس) الجريدة الالكترونية.
..