لا يمكن لأية مؤسسة كشفية أن تنشد التنمية الشاملة دون أن يكون لها نظام تربوي قوي بكفايتيه. ولا يمكن لأي مشروع تربوي كشفي أن يكون كذلك، إلا بمدى قدرته على تأهيل أجيال مؤمنة بقيمها وأصالتها من جهة، خبيرة مدربة في مجال المهارات الحياتية من جهة أخرى. وذلك لأن التنمية الشاملة لا تعتمد على الكفايات والمهارات والمعارف التي يستطيع الكشاف امتلاكها فحسب، “بل أيضا على القيم التي يتمسك بها وعلى المواقف والاتجاهات التي يتخذها حيال كثير من الأمور التي تواجهه في المجتمع
مناسبة هاته الإحالة وضعنا التربوي الكشفي المترهل نتيجة حتمية لإفرازات منظومتنا التربوية التعليمية المتذيلة للوائح التقارير الدولية ….كنا و لازلنا نعتبر التربية الكشفية في شموليتها السند الحقيقي المكمل لأي نظام تعليمي رسمي لكن ذلك مشروط بمدى قدرة القائمين على الفعل الكشفي على التقيد بمتطلبات المنهج التربوي المتجدد الشامل للكفايات و المهارات و المعارف و للقيم ….
هل نحن حقيقة مؤهلون للعب هذا الدور المحوري أم أن الهياكل التنظيمية للحركة الكشفية المغربية في شكلها الحالي أقرب إلى صندوق بريدي تتداول عليه المكونات من أن تنخرط في مشروع مجتمعي يراهن عليه الجميع
هل نخبنا و قيادتنا بفضل ماراكمته من تجارب تربوية و تدبيرية مستعدة أن تترك طموحاتها الفردية جانبا ولو مؤقتا و تلبي نداء الوطن.
أما آن لهذا الجسم الكشفي المنهك بأمور التدبير اليومي و حروب الإنتصار للنفس المنغمسة في الذاتية أما آن أن تنهض و تطلق مشروعا تربويا كشفيا يستحضر شروط الجودة والنجاعة و الحكامة و القائم على القيم ليشكل جسرُ العبور إلى تأسيس مجتمع متقدم، ينبني على الجدارة والمعرفة والإنتاجية والانفتاح الفاعل
القائد شكيب بنعياد