قد يبدو للوهلة الأولى أن منطوق وقتنا المستقطع هذا توجيه لسهام النقد للقيمين على شؤون الجمعية و قد يستنفر مجددا البعض لتوجيه تهم التحريض و التضليل و التبخيس نتيجة القراءة العمودية التي تستعجل أحكام القيمة.
مستقطعنا هذا ببساطة وقفة تأمل و محاولة لفهم مايجري حولنا من أحداث متعاقبة و ربما سريعة ….
لعلني لست الأول و لا الأخير الذي يطرح سؤالا أزليا الذي قد يتحول إلى سؤال وجودي حول ماهية ” الأوراش المؤجلة غير المكتملة”: أوراش و بنيان تؤسس بسواعد أبناء الجمعية المخلصين و الغيورين كانوا في مؤسسة تنفيذية أو أعضاء في فرق و لجان فنية تربوية ….أضع هنا مشروعين وجها لوجه : مشروع تعديل القانون الأساسي مقابل مشروع تحيين المرجعيات التربوية للجمعية ….قراءة بسيطة تؤشر على أن الطرف الأول من المقارنة القانون حضي باهتمام الجميع و أصبحت فقراته و بنوده بين عشية وضحاها حديث الجميع و أضحت فصوله ورشا ضخما تناسلت معه الأقلام و طالت معه الاجتماعات و المؤتمرات فأصبح مراطونا مفتوحا لم يرهق أبناء الجمعية – الذين أبانو عن طول نفس- في شيء سوى جسامة ترجمة الانتظارات إلى فصول و قوانين بالمقابل الطرف الثاني في المعادلة الصعبة المناهج التربوية الكشفية و المشروع التربوي لم ينل ماناله القانون رغم اقتناع الجميع بالقاعدة الذهبية ( القوانين أوعية لوضع المنتوج وصيانته بأنظمة وهياكل
ألم يكن حريا بنا أو بالتدقيق حريا بالقيمين على المشروع المثابرة من أي ينال نفس ماناله ورش القانون… هل هي أزمة ذاتية أم موضوعية ….ألم نستطع تحويل أكبر تجمع للمراحل الكشفية بالمعمورة فتية و شبابا مختبرا تربويا بامتياز أم أن إكرهات اللوجيستيك و ماتستنزفه من جهد للقيمين على اللقاءات قبل أثناء و بعدها استنزاف طال الجميع أطرا تربوية بيداغوجية و تدبيرية إدارية ….أكثر من 800 مشارك و مشاركة من مختلف المراحل الكشفية و المستويات القيادية كانت كفيلة بأن تحول مسار ورش القراءة الاسترشادية للمناهج الكشفية المعدلة و مشروعنا التربوي الكشفي المعدل نحو مزيد من اللاستشارة و التجريب و منطق المقاربة التشاركية عبر استمارات أو استبيانات أو غير ذلك من الأساليب المنهجية التي تجعل أوراشنا و مشاريعنا تخضع لمنطق دراسة الجدوى و مضامينها قابلة للتحقيق.
القائد شكيب بنعياد –