الذكرى الثمانون لتأسيس الكشفية الحسنية المغربية ليست مجرد حدث بل مرجع
دروس وعبر تلكم القراءة المتأنية للأحداث التي تواكب إطفاء الجمعية لشمعتها الثمانين لنشعل شموعا أخرى مضيئة ومشرقة
فلنبدأ بالإعلام السلطة الرابعة إعلامنا الرسمي أبى من خلال إطلالته الأثيرية ……أبى إلا أن يصور للرأي العام الوطني أن الكشفية فقرة في التاريخ من خلال سرد كرونولوجي لأحداث أصبحنا نحفظها عن ظهر قلب
حضرت كما حضر المئات من أبناء الجمعية بمختلف الأعمار أمسية احتفالية حضر فيها الإبداع المسرحي من خلال ملحمة تفنن في تقديم لوحاتها أبناء فرع الجمعية بالقصر الكبير وكنت أرقب تفاعل عائلاتهم التي تحملت عناء السفر لتشجيعهم و تحفيزهم إحساس بالفخر عم القادة و الآباء و الأمهات…في حين حاول البعض امتطاء منصة لجنة التحكيم لتقييم العمل الإبداعي متأثرين بالبرامج التفاعلية المباشرة القادمة شرقا و غربا.
اختلط هذا الإحساس بالفخر إحساس نقيض انتاب الجميع قبيل بداية الأمسية و التي تاخرت لعلنا نحظى بحضور أحد المسؤولين الحكوميين ….الكل يتداول الأسماء التي قد تحضر لكن تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم كفيلة بأن توقف خيالنا فيمن سيحضر و من سيحضر ازداد حماس الجميع مع ترديد النشيد الوطني ثم نشيد الجمعية فنسي الجميع موضوع من حضر ومن كان من المرتقب أن يحضر
غياب التمثيل الحكومي غياب الوزارة الوصية الشباب و الرياضة و الهيئة التي طال غيابها حتى افتراضيا الجامعة الوطنية للكشفية المغربية …..غياب يؤكد بجلاء عدم اقتناع الحكومات المتعاقبة على تدبير شؤون البلاد بأن الحركة الكشفية مؤهلة بأن تحظى بشرف خدمة هذه البلاد فما بالك بأن تساهم في تغيير اتجاه بوصلة التقارير الأممية في التربية و التنمية و الشفافية……
و الوزارة الوصية الشباب و الرياضة الموكل إليها تتبع سير الجمعيات ومصاحبتها و تأهيل أطرها شغلها الشاغل هذه الأيام تدبير استحقاقات جامعات الرياضة أما موضوع الطفولة و الشباب فهو ورش مؤجل أما المنح فاطلبوا ماتريدون و سنمنحكم المتوفر و أنتم أدرى بالأزمة.
الجامعة الوطنية للكشفية المغربية غيابها غير مقصود كونها شعارها الغياب فلا يمكن أن تحيد عن مبدئها حتى و لو افترضنا حضر أحدهم ليأخذ الكلمة هل كان سيعلن الحداد عن الجامعة أم سيعلن للرأي العام من خلال الحضور أسباب الاستقالات او بالأحرى سيفند ما تناقلته الجرائد من نشر لغسيلها و تشخيص عن وضعيتها …أفضل ما فعلت عدم الحضور
كنا نحن الحضور بين خيارين إما أن نستمتع بإبداع أشبالنا و كشافينا أم أن نتناوب على أخد الصور مع مسؤوليتا الحكوميين الذين لم يحضروا.
فضلنا الاحتفال في الظلام و التمتع بالإبداع و أخد الصور مع الرواد و الرموز المحتفى بها ليكون مسارهم نبراسا يهتدي به الجميع عوض الأضواء الكاشفة و الزرابي الحمراء المبثوثة و الاحتياطات الأمنية المبالغ فيها في استقبال المسؤولين ……..أما الغائب فحجته معاه
القائد : شكيب بنعياد