لست مؤرخا …و لا أستطيع أن أكون فليست لي موهبة المؤرخ و لا صبره و لا قدرته على تمحيص الروايات
انطلاقا من كون الذكرى الثمانين للكشفية الحسنية المغربية ليست مجرد حدث احتفالي بل مرجع ……مرجع في فهم تاريخ المغرب مع مطلع القرن العشرين ……حاولت جاهدا مقاربة موضوع الذكرى من زاوية الاطلاع على ذاكرة الحركة ليس من منطلق الباحث المتخصص بل عضو ينتمي لجسم يحاول جاهدا تحديد مكانته بل موقعة من مختلف الحركة الجمعوية
……أول حاجز اصطدمت به هو أن محرك البحث في الشبكة العنكبوتية يحتوي على روايات مختلفة و كأننا نتحدث عن عصر ما قبل الكمبري انتقلت من العالم الالكتروني منتقلا بين خزانات العدوتين الرباط و سلا مستفتيا محافظ الخزانة الصبيحية بسلا عن ما يمكن أن يعزز بحثي الفضولي لكن دون جدوى ..فاكتفيت بما عندي من صور بدون تعليق و مراجع بدون إحالات فوجدت نفسي أتخبط بين روايات مختلفة وتناقضات غريبة ليستقر بي الحال أمام ثلاث روايات :
نحن الجيل المخضرم للحركة ارتبطت ذاكرتنا بتاريخ 1933 كمحطة لتأسيس الكشفية الحسنية المغربية معززين ذلك بوثيقة المقري ….لكن سرعان ما تنتقل لشمال المغرب لتكتشف أن حركة الكشف ظهرت قبل ذلك بجمعية عرفت بالشروق…لا عليك أخي القارئ هناك من يربط ظهور الفعل الكشفي بمنتصف الأربعينيات ضاربا عرض الحائط الروايات السابقة غموض و قراءات تاريخية تداخل فيها السياسي بالكشفي ……هنا أستحضر موقفا قد يبدو غريبا للجيل الجديد من الحركة حيث كنت في لقاء أو موعد في سنة 2000 مع أحد رواد الحركة الكشفية اللبنانية بحضور القائد محمد سعد كيليطو.
الرائد اللبناني يطرح قراءة جديدة لتاريخ الحركة الكشفية العالمية و يربط تأسيسها قبل 1907 على يد والده لبنان عوض بادن باول معللا ذلك بروايات و وثائق صفراء لم أعرها أي اهتمام خوفا من التيه في العالمي و كأن رواية بادن باول بالنسبة إلي بل العديدين من المنسبين للحركة الكشفية العالمية مقدسة لا تقبل النقاش أو الطعن ….. أرجع بكم إلى المحلي الذي يتقاسم مع العالمي الغموض أو بالأحرى التخبط في الروايات و الذي لم يفكر غيور أو مؤسسة حفظ ذاكرة الحركة الكشفية للتصدي للروايات المرتبطة بالمرجعيات الحزبية الضيقة …..لقد سار كل طرف يوهم الجيل الجديد من الحركة أن تاريخه هو الذي يستحق الحفاوة و الإعجاب.
رسم خيوط المستقبل لا بد له من مبادرة علمية منهجية تتجاوز اللحظة التي نعيشها بل نمد بصرنا جميعا إلى مستقبل الحركة كون معرفة حقائق تاريخ الحركة كفيل بتفكيك طلاسم واقعنا التربوي.
القائد : شكيب بنعياد