عند الانضمام للحركة الكشفية لن يكون القائد الجديد ممتلكا لكل القدرات والاتجاهات المطلوبة للقيام بأعباء مهمته الجديدة ، فهذه القدرات يمكن إمداده بها خلال فترة من الزمن وبواسطة مجموعة من الخبرات التعليمية وسلسلة من الخطوات ، وطبيعة ومدى كل خبرة تعليمية ومستوى ومدة ومكان كل خطوة وحجم الوقت المطلوب لاستكمال كافة الخطوات ، كل ذلك يمكن وضعه فيما يسمى ببرنامج التدريب ، هذا البرنامج سوف يمد القادة الجدد بالحركة الكشفية بكافة المعلومات والخطوات المتتابعة للتدريب اللازم لتأهيلهم كقادة معترف بهم رسمياً .
تحديد المهام
هناك اكثر من مهمة فى أى جمعية كشفية ، ومن ثم فمن الضرورى وجود أكثر من برنامج تدريبى واحد ، والغالبية من القادة يكونون على صلة مباشرة بالشباب وهؤلاء هم ( قادة للشباب ) كمن يدير فرقة أشبال أو كشافة أو فرقة كشاف متقدم أو عشيرة للجوالة ، وهذه المهمة تتطلب مجموعة من القدرات والاتجاهات فى مجال العلاقات مع الشباب وأسرهم وتخطيط وبرمجة الأنشطة الشبابية .
وهناك قادة آخرين ليسوا على اتصال مباشر بالشباب بل صلاتهم تكون مع القادة فى الجمعية وهؤلاء هم ( قادة القادة ) مثل قائد المجموعة الكشفية والمفوضين والإداريين .
وقائمة القدرات التى يحتاجونها توجد فى مجال العمل مع القادة الراشدين والتخطيط وادارة الأمور والأعمال الكشفية فى منطقة معينة وتقديم الدعم المادى والمعنوى لقادة الوحدات .
أما المجموعة الأخرى فهم ( المدربون ) وعليهم تطوير القدرات اللازمة ليصبحوا مديرين لعملية التعلم ولديهم الاتجاهات الازمة لتشجيع وتحفيز القادة الآخرين على التعلم ، وعليهم أن يطوروا قدراتهم لتحديد الاحتياجات التدريبية للآخرين وتصميم الخبرات التدريبية المناسبة لتلبية هذه الاحتياجات ، والأدوات اللازمة لدعم وتطبيق هذه الخبرات التعليمية .
وهناك مجموعات أخرى تحتاج للتدريب مثل المتفرغين الذين يحتاجون لبرنامج تدريبى خاص ، فالمتفرغون يجب أن يتم تدريبهم بالرغم من أن الكثير من احتياجاتهم التدريبية يمكن تلبيتها من خلال البرنامج التدريبى الموضوع لقادة القادة ، إلا أن هناك مجموعة من المجالات الخاصة الملائمة لمهمتهم والظروف المناسبة لأنشطتهم لا يمكن تغطيتها من خلال هذا البرنامج.
من هنا يجب أن يطور برنامج خاص لكل مجموعة بذاتها ، وكل مهمة سوف تتطلب تدريب مختلف يتبع برنامج خاص بخبراته التعليمية المختلفة سواء رسمية أو غير رسمية
الخطوة الأولى فى تصميم برنامج تدريبى سوف تكون وضع قائمة بالمهام المختلفة بالجمعية والتى سيوضع لها برنامج تدريب خاص بها ، ويمثل الدور والاحتياجات التدريبية للقائد أهمية أولى ، أما الرغبة فى خدمة الأفراد والمجتمع بشكل فعال من خلال تقديم برنامج ملائم لاحتياجات وتطلعات الشباب ومتوافق مع مبادئ وطريقة الحركة الكشفية فيجب ان يكون محفزاً أساسياً لجميع القادة .
البرنامج التدريبى من ثم يجب أن يمد القادة بسلسلة من الخبرات اللازمة لتنمية وتطوير قدراتهم واتجاهاتهم اللازمة لأداء مهامهم بكفاءة ، علاوة على ذلك فالنمو الشخصى للقائد يجب ألا نغفله ، والأنشطة اللازمة لتشجيعه ودعمه يجب أن تكون جزءاً من برنامج التدريب ،فالتنمية الشخصية تمثل احتياج أساسي لأي فرد وأحد جوانب رضاء الشخص عن مهمته ومن ثم الأداء الجيد لهذه المهمة .
تحديد الخطوات :
أحد خطوات البرنامج التدريبى هى تجميع الخطوات للخبرات التعليمية المختلفة سواء رسمية او غير رسمية والتى يجب ان لا تختصر او تتداخل مع الدورات التدريبية الرسمية، والخطوة الأولية فى تدريب قائد الوحدة الكشفية على سبيل المثال يمكن أن تتضمن مقابلة شخصية للتكليف بالمهمة وفترة لممارسة واكتساب الخبرة الميدانية فى الوحدة ، وأن تختتم بجلسة تقييم ، كذلك المشاركة فى دورة معلومات أولية وواحد أو أكثر من التكليفات أو المشروعات الشخصية ذات العلاقة ببعض الخبرات الميدانية ، أو زيارة وحدات أخرى ، والدراسة الشخصية لموضوعات ووثائق ذات علاقة بعمله الخ
والخطوات المتتابعة سوف تنظم فى تسلسل منطقى ، وبناء على ذلك فمن خلال البرنامج المتكامل للتدريب سوف يعرف القائد بالتحديد ما هى مهمته، وكيف يؤديها ، ومبررات أدائها فى شكل معين ، بعبارة أخرى يجب أن تقدم إجابات عن ثلاث مجموعات من الأسئلة ماذا ؟ ، وكيف ؟ ، ولماذا ؟ .
والقائد يجب أن يطور معرفته الكشفية ودوره فى الحركة وقدرته على استخدام الطريقة الكشفية وإدارة الأنشطة المرتبطة بمهمته وتنمية قدراته القيادية ، ويجب أن يمتلك القائد أيضا فهماً أفضل ليس فقط لأساسيات ومثل الحركة الكشفية ، ولكن أيضا للأسس التربوية للطريقة الكشفية وكيف ترتبط باحتياجات وتطلعات الشباب فى مجموعة سنية معينة .
علاوة على ذلك فيمكن أن نقول أن الفهم الواضح للحركة الكشفية ولمهمة القائد مسالة هامة فى المرحلة الأولى لعملية التدريب ، فالكثير من قادتنا مارسوا الحركة الكشفية ككشافين أو جوالين ، ونتيجة لذلك فهم يمتلكون مجموعة من المهارات التى تساعدهم على القيام بمهامهم الجديدة ، ولكنهم ربما لا يتوفر لديهم الفهم الواضح والصحيح لمهمتهم .
وبالنسبة للقائد الجديد مثلاً يكون السؤال ( ما الذى نفعله مع مجموعة من الشباب فى مساء يوم الجمعة ؟ ) وذلك سؤال أساسي والخطوة الأولى فى برنامج التدريب هو تقديم إجابة عن هذا السؤال .
ويجب ان نعتبر هذه الخطوة الأولى ربما تكون أهم جزء فى عملية التدريب ويجب أن تساهم فى تنمية الاتجاهات نحو المهمة التى يشغلها القائد الجديد وان تحفزه على المزيد من التدريب المستمر وإذا فشل برنامج التدريب فى تقديم هذه الإجابات وتلبية الاحتياجات التى يتوقعها القائد فذلك سوف يؤثر سلباً على دافعية القائد . وفى كل مرحلة من مراحل التدريب وفى كل خطوة من خطوات البرنامج التدريبى يجب أن نركز بشدة على مجموعة واحدة من الأسئلة مع تحديد وقت معين نوجهه للمجالات الأخرى
والمرحلة الأولى :
هى مرحلة التدريب الأولى للإجابة عن أسئلة مثل ما هى الكشفية ؟ ما هو دورى ؟ ما هو تنظيم الجمعية ؟ ما هى خصائص الفتية والشباب ؟ . . الخ .
المرحلة الثانية :
نتعرف بها على كيفية إدارة الفرق الكشفية وكيف نخطط للأنشطة والبرامج وكيف نطبقها وكيف نجعلها ذات صلة بالفتية والشباب . . الخ
المرحلة الثالثة :
هى المرحلة المتقدمة فى الترتيب والتى تتيح الفرصة للفهم والدراسة المتعمقة للنظام التربوي للحركة الكشفية والمنطق الذى يكمن وراءه .
هذا الاتجاه يتجنب التكرار والتداخل فى دراسة الموضوعات المختلفة فى المحتوى التدريبي ، والطريقة الكشفية مثلا يمكن أن تكون أحد مكونات الدورات الأولية والأساسية والمتقدمة ومن خلال نظام تدريب ملائم يتم فيه التركيز الصحيح على كل خطوة وحيث لا يسمع المشارك فى دورة متقدمة نفس الكلام والعروض أو يشارك فى نفس المناقشات التى تمت فى الدورات الأولية والأساسية ، وبذلك يصبح الانتقال من مجال معين إلى مجال جديد مسألة تضمن الاستمرارية فى عملية التدريب بحيث تكون كل خطوة مكملة للخطوة التى سبقتها ، وتبنى على ما سبق اكتسابه من قدرات واتجاهات ، وبالرغم من الأمثلة التى تتعلق بمواقف قادة الوحدات فان نفس المبدأ يمكن تطبيقه على المهام الأخرى ، فقائد القادة يجب أن يحصل على معلومات مركزة وكاملة عن مهمته ، ويسير نحو تنمية قدراته الأساسية وتعميق فهمه للمحاور المختلفة لمهمته ، وبالمثل فان دورة لقادة التدريب سوف لا تكون تكراراً لدورة مساعدى قادة التدريب ، أو لتدريب أدوار مماثلة فى الجمعية ، فالتركيز يجب أن يوضع بشكل صحيح وأن تعالج نفس الموضوعات بطرق مختلفة فى خطوات تدريب المدربين .
اختيار الخبرات التعليمية :
كل خطوة فى نظام التدريب يجب أن تتضمن سلسلة من الخبرات التعليمية حيث لا يجب أن تتكون من الدورات الرسمية فقط ، ونظام التدريب لا يجب أن يحتوى على سلسلة من الخطوات مرتبة فى تتابع منطقى لتجنب التكرار والضغوط بل يجب أن تتضمن أيضا سلسلة من الخبرات التعليمية ( انظر الفصل 504 ) وبعض الاحتياجات يتم تلبيتها بشكل أفضل خارج موقف التدريب الرسمى ، والشرح الأساسى لماهية الحركة الكشفية والهيكل التنظيمى للكشفية يمكن إنجازه بواسطة موقف مباشر بين القائد الجديد وقائد مجموعته الكشفية .
وبالمثل فان أمسية ينظمها بعض القادة القدامى لمجموعة من القادة المكلفين بالمهام حديثاً ربما يكون له أثر ودوافع أقوى من جلسة خلال نشاط تدريبى رسمى، والنظرة العميقة للمشاكل اليومية المختلفة التى تواجه عمل الفرقة الكشفية يمكن إنجازها بواسطة تحليل الخبرات الميدانية للعمل أو المشروع أكثر من مجرد تقديمها لمجموعة أو عرضها على المرشد الشخصى .
مستويات التنفيذ:
نظام التدريب يجب أن يوضح ايضاً المستويات المختلفة التى يمكن أن تنفذ فيها الخبرات التعليمية ، وجزء من التدريب اللازم يمكن أن نقدمه للقاعدة العريضة من القادة العاملين فى الميدان ، أما الخبرات الأخرى فيمكن تقديمها للمنطقة أو الجهة أو المحافظة وتكون متاحة لجميع الأفراد من المجموعات المختلفة فى نفس المنطقة الجغرافية ، وأخيراً الخبرات الأخرى سوف تقدم على المستوى الوطنى مباشرة وتدار بشكل مركزى بواسطة فريق التدريب الوطنى ، مرة أخرى نؤكد أن نظام التدريب يجب أن يحدد المستوى الذى تنجز فيه كل خطوة من خطوات العملية التدريبية بشكل جيد .
الوقت والمدة المطلوبة لتنفيذ الخبرات التعليمية:
الوقت عامل هام آخر فى تصميم الأنظمة التدريبية المناسبة ، فليس هناك قواعد ثابتة لتحديد متى يجب أن يبدأ التدريب ، ولكن هناك منطق فى اختيار التوقيت المناسب ، فالشخص يتعلم بشكل أكثر فاعلية عندما يشعر بالحاجة الواضحة لاكتساب قدرات واتجاهات تساعده على حل مشكلة تواجهه فى الواقع ، أو لتحسين مستوى أداء المهمة التى يتولاها ، وكنتيجة لذلك فيجب أن يبدأ التدريب فقط عندما يكون القائد على وعى بالمشكلات التى يواجهها نتيجة للخبرات الميدانية والتى تقوده للعديد من التساؤلات التى يسعى للإجابة عليها ، وعلى ذلك فالخبرة الميدانية سوف تقوى الدافعية الحقيقية للتعلم ، والقائد الجديد يجب أن يحضر دورة معلومات عامة فقط بعد أن يقضى بضعة أسابيع فى وحدته الكشفية .
هذه الخبرة الأولية يجب ألا تكون مسالة روتينية فلا نستطيع ان نواجه مشكلة دون تطوير حلول خاصة بها ونابعة من ذاتنا ، وعندما يكون لدينا حاجة قوية للحل فإننا نسعى للإنجاز والاعتماد على أنفسنا ، والحل الفردى يمكن أن يكون صحيحاً إذا جربناه فى خبرة تدريبية ، كما يمكن أن يكون الحل أيضا خاطئا ولكننا لا نعرف ذلك أبداً إلا إذا لم نتلقى أى معاونة أو مرجعية من خارج أنفسنا
وفى فترة التدريب الأساسى تعطى بعض الجمعيات شهادة للمشاركين للاعتراف بخبراتهم السابقة أو قدراتهم الحالية وهذه الشهادة تعترف بالقدرات التى حصل عليها الفرد من خارج الحركة ولكن بشرط أن تكون هذه الخبرات قد تم تطبيقها فى إطار كشفى .
سؤال آخر يتعلق بالمدة الإجمالية لأنظمة التدريب ، ومرة أخرى ليس هناك قاعدة ثابتة لكن المنطق هو الذى يحكم العملية ، فمتوسط المدة والوقت المطلوب لتغطية كل الموضوعات المتضمنة فى نظام تدريب قائد الوحدة يجب أن تتراوح من سنة ونصف إلى سنتين ونصف ، وإذا كانت المدة قصيرة جداً فسوف ينتج عنها سلسلة من الدورات ، مع فترات قصيرة جدا من العمل الميدانى لتطبيق ما تم تعلمه فى الدورة التدريبية ، ولتحديد الاحتياجات المطلوب تلبيتها فى الدورة القادمة ، أما الوقت الطويل جدا سوف ينتج عنه تقليل دافعية القادة وتنمية مشاعر الإحباط لديهم لإحساسهم بعدم القدرة على استكمال التدريب . المصمم ، وانطلاقاً من هذه النقطة فنظام التدريب الذى يستمر لمدة طويلة لا يكون مناسباً خاصة إذا وضعنا فى عين الإعتبار إمكانية تسرب القادة .
نظام التدريب و تكليف القادة بالمهام:
هناك علاقة واضحة بين الخطوات المختلفة بين نظام تدريبى معين وتكليف القادة بمهمة أو أخرى بالجمعية فشروط الحصول على الشارة الخشبية أو تعيين مدرب أو مفوض يجب أن يكون لها صلة بنظام التدريب المعتمد فى الجمعية ومعروف لدى جميع الناس .
وفى بعض البيئات التى يكون التغير والتجديد المستمر فيها هو الحقيقة الوحيدة الثابتة ، فان التدريب المستمر يصبح قاعدة أساسية لكل القادة فى الحركة الكشفية ، ومهما كانت المهمة التى يتولوها القائد فان المتابعة المنتظمة والتجديد المستمر لقدراته واتجاهاته تكون مسألة مطلوبة، ومن أجل أن نصل لهذا فان تكليف القادة بأي مهمة يجب أن يرتبط بالتفعيل المستمر لأنظمة التدريب ، وأن يتم التكليف لمدة محددة بحيث نضمن التجديد والتدريب المستمر المناسب لهم من حيث المكان والزمان .
المنظمة الكشفية العربية
الأمانة العامة