يحكى أنه، في مكان بعيد خلف الأنهار وبين الجبال والوديان؛ وفي غابة جميلة، غرب جبل بويبلان بالأطلس الصغير كانت البلاد ذات طبيعة خلابة و مناظر جميلة يتناغم فيها الجبل بتاجه العاجي البيض والسهل ببساطه الأخضر المزركش بالزهور المختلفة الألوان العابقة الروائح والنهر الجاري بالمياه العذبة الزلال وكان يحكم هذه البلاد أسد عظيم الجاه و السلطان اشتهر بالعدل والاستقامة والحلم في الرعية والثقافة الواسعة في شتى دروب الحياة يرعى شؤونها ويسهر على راحة جميع اهلها والتي كانت تبادل الملك عباس حبا بحب وتعيش في سعادة وهناء بال.. وقد رزق الله الملك عباس شبلا صغيرا وسيما سماه “ليث” بلغ من العمر ستة سنين يتلقى عن والده الحب
والعطف والحماية ومن أمه حفصة الحنان يلعب ويلهو مع أقرانه في أرجاء الغابة لا يغير صفو هذه الحياة كدر أو صعاب
مرت تلك السنة في جو من المرح بلغ ليث سن السابعة وهو السن الذي يترك فيه الفتى كنف أبويه ويبدأ الاعتماد على نفسه مع أقرانه وأصدقائه من نفس السن وفي جو يمكنه من تعلم دروب الحياة التي تؤهله ليصبح يوما مثل أبيه الملك الشجاع العادل و المحبوب وهي نفس الطريقة التي تعلم وتربى بها منذ كان في مثل سنه وكان من عادة أهل البلدة أن يحتفلوا بالفتيان الذين بلغوا سن السابعة .حتى ابتلى الله هذه الغابة بقحط جفت الينابيع .
وفي تلك الليلة ويبست المروج الخضراء بطول انقطاع المطر،وعم البؤس أنحاء البلاد.تطلب جهدا وعناء من الملك عباس لتلبة الحاجيات وجلب الماء من المجاري البعيدة والقليلة حتى سقط مريضا من جراء إهمال نفسه في خدمة رعيته، و صارت حالته الصحية تزداد سوءا يوما عن يوم لم ينفع معه علاج حتى دامت معاناته وإن كانت الأمور عادت إلى طبيعتها بعد هطول المطر واخضرت المروج. لكن البهجة ضلت غائبة عن أهلها لما أصاب الملك عباس وطلبوا من حكمائها النصح والمشورة .
تذكرت السلحفاة العجوز حكيمة و التي كانت بحق حكيمة الغاب لأنها عمرت طويلا ومرت بتجارب ومحن وجابت أرجاء عديدة من هذا العالم الفسيح وسمعت أخبار وحكايات كثيرة كانت سمرا سلبت به عقول الكبار قبل الصغار, أنه في بلدة من أقاصي الأطلس الكبير وراء نهر جارف.زهرة لا تنبث إلا في تلك الربوع يعتبر زيتها شافيا للعديد من الأمراض كما تقول الأسطورة وأن هذه النبتة السحرية تعطي الصحة و القوة و تعيد فتوة الشباب، و أن الأرض التي تنبت فيها تكون دائمة الخضرة، و أهلها لا يعرفون الأمراض و الأوجاع.
سمع الحاضرون حكاية السلحفاة حكيمة ورأوا أن يجربوا هذا الدواء العجيب لعله يكون نهاية معانات ملكهم عباس المحبوب ويجلبوا له زهرة شجر الأركان و ثمارها ليستخلصوا منها الزيوت المعالجة لكن السلحفاة حكيمة ذكرت لهم صعوبة المهمة وأن الطريق إلى موطن الشجرة طويل وشاق ومليء بالمخاطر والأهوال والوحوش الضارية والمتاهات الخطرة وان على من سيقوم بالرحلة يلزمه قوة وشجاعة وحسن التصرف مع هذه الصعاب.
رر أن يخرج في رحلة للبحث عن هذه الزهرة العجيبة. رغم أن السلحفاة كانت قد أكدت له أن الطريق إلى هناك حيث الزهرة العجيبة محفوفة بالمخاطر و الأهوال، لهذا فعلى من يرغب في الذهاب إلى هناك أن يكون ذا قلب جسور و إرادة قوية وعزم راسخ. لم يكن ليث قد تجاوز السابعة من عمره عندما قرر مغادرة بلدته وأهله في رحلة بحثه عن الزهرة التي ستجلب السعادة لأبيه و لبلدته
(نشيد ليث)
أنـا ليث الوسيــم ابن أسد عظيـــم
ولــــي مهمــة من أجلها أهيـــم
يا رب يا صمــد يــــا واحد أحــد
أعني كي أحيـــا لمهمتــي العليـــا
معا عبر الجبـال نمشي إلى تبقال
أريـــــد أن أحيا لمهمتــي العليـــا
و في يوم سفر ليث كان فصل الخريف قد هل ببرده الخفيف و الذي يعلم عن اقتراب فصل الشتاء، عندها تعود الطيور إلى أعشاشها وإلى صغارها.
جــــــاء الخـريف ببرده الخفيـــــف
وعــــادت الأطيار للعيش و الصغـــار
فالعش مثل الــدار يحمي من الأخطار
يحمـــي من البـرد والبرق والرعـــــــد
مشى الشبل ليث بكل عزيمة وثبات رغم إحساسه بالغربة و بأنه وحيد في هذا العالم، بعيد عن بلدته، عن أصدقائه و أهله؛ و تذكر أمه اللبؤة التي كانت تداعبه و تمرح معه و تذكر صغار الحيوانات الذين كان يلعب معهم … كل هذه الأشياء افتقدها و اشتاق إليها، لكنه سرعان ما أدرك أن عليه أن يمضي في طريقه، لأن الواجب يحتم عليه أن يجلب زهرة الأركان و إلا ما كان ليستحق أن يكون شبلا. لأن الشبل يكون شجاعا مستعدا لكل الأشياء و يبتسم في وجه الشدائد و يعول على الله…
مرت ثلاثة أشهر، وليث يمشي نحو الجنوب حسب الوصف الذي أعطته إياه السلحفاة الحكيمة. و جاء فصل الشتاء.
وذات مرة بينما ليث يمشي في اتجاه “جبال الأطلس الكبير” ، لمع البرق في كبد السماء و سمع دوي الرعد. و كانت الرياح شديدة و بدا أن المطر سينزل بغزارة فأخذ يجري و يجري ليختبئ في مكان دافئ يقيه البرد القارس، و ظل يجري و يتعثر و يسقط في الوحل ثم ينهض و يكمل جريه حتى وصل أخيرا إلى تحت صخرة كبيرة ثم جلس ينتظر أن يتوقف المطر.
( نشيد الشتاء):
ها قد أتى الشتاء سينزل المـــــطر
سنرتوي بالمـــاء و يرتوي الشجـر
و تملأ الســــدود من هذه الأمطـار
و نملأ الوجــــود بالزهر و الأثمار
كي يفرج الجميع و تزهر الحدائـق
و يفرش الربيــع الحقل بالشقـــائق
ها قد أتي الشتاء سينزل المـــــطر
ما أن توقف المطر عن الهطول ولاح ضوء الشمس حتى نهض بطلنا ليث ليباشر طريقه، وبينما هو يسير بجانب إحدى الغابات قرب نهر كبير، شاهد سربا من الحمام يطير حكاية الشبل ليثيحكى أنه في قديم الزمان وسالف العصر و الأوان، في مكان بعيد عن هذا المكان خلف الأنهار وبين الوÏíÇäº ßÇä يعيش في غابة جميلة، غرب جبل بويبلان بالأطلس الصغير أسد عظيم الجاه و السلطان. كانت البلاد ذات طبيعة خلابة و مناظر جميلة يتناغم فيها الجبل والسهل والنهر. وقد رزق الله هذا الأسد شبلا صغيرا وسيما سماه “ليث” . كانت الأسرة الحاكمة وجميع الحيوانات يعيشون في سعادة وهناء بال، حتى ابتلى الله هذه الغابة بالقحط؛ فجفت الوديان، ويبست الأراضي الخضراء، و صار البؤس في شتى أنحاء البلاد. فمرض الأسد الملك من جراء ما أصاب بلدته من جفاف و قحط، و صارت حالة الملك الصحية تزداد سوءا بعد سوء يوما عن يوم ولم ينفع معه علاج. لكن السلحفاة حكيمة البلدة أخبرته عن دواء له وهو زهرة الأركان التي يعتبر زيتها شافيا للعديد من الأمراض. و كانت زهرة الأركان هاته لا تنبت إلا في أقاصي الأطلس الكبير وراء نهر ملوية. وقد كانت تقول الأسطورة أن هذه النبتة السحرية تعطي الصحة و القوة و تعيد فتوة الشباب، و أن الأرض التي تنبت فيها تكون دائمة الخضرة، و أهلها لا يعرفون لا البؤس ولا الشقاء.سمع ليث كلام السلحفاة الحكيمة و قرر أن يخرج في رحلة للبحث عن هذه الزهرة العجيبة. رغم أن السلحفاة كانت قد أكدت له أن الطريق إلى هناك حيث الزهرة العجيبة محفوفة بالمخاطر و الأهوال، لهذا فعلى من يرغب في الذهاب إلى هناك أن يكون ذا قلب جسور و إرادة قوية وعزم راسخ. لم يكن ليث قد تجاوز السابعة من عمره عندما قرر مغادرة بلدته وأهله في رحلة بحثه عن الزهرة التي ستجلب السعادة لأبيه و لبلدته. (نشيد ليث)أنـا ليث الوسيــم ابن أسد عظيـــمولــــي مهمــة من أجلها أهيـــميا رب يا صمــد يــــا واحد أحــدأعني كي أحيـــا لمهمتــي العليـــامعا عبر الجبـال نمشي إلى تبقالأريـــــد أن أحيا لمهمتــي العليـــاو في يوم سفر ليث كان فصل الخريف قد هل ببرده الخفيف و الذي يعلم عن اقتراب فصل الشتاء، عندها تعود الطيور إلى أعشاشها وإلى صغارها.جــــــاء الخـريف ببرده الخفيـــــفوعــــادت الأطيار للعيش و الصغـــارفالعش مثل الــدار يحمي من الأخطاريحمـــي من البـرد والبرق والرعـــــــدمشى الشبل ليث بكل عزيمة وثبات رغم إحساسه بالغربة و بأنه وحيد في هذا العالم، بعيد عن بلدته، عن أصدقائه و أهله؛ و تذكر أمه اللبؤة التي كانت تداعبه و تمرح معه و تذكر صغار الحيوانات الذين كان يلعب معهم … كل هذه الأشياء افتقدها و اشتاق إليها، لكنه سرعان ما أدرك أن عليه أن يمضي في طريقه، لأن الواجب يحتم عليه أن يجلب زهرة الأركان و إلا ما كان ليستحق أن يكون شبلا. لأن الشبل يكون شجاعا مستعدا لكل الأشياء و يبتسم في وجه الشدائد و يعول على الله…مرت ثلاثة أشهر، وليث يمشي نحو الجنوب حسب الوصف الذي أعطته إياه السلحفاÉ ÇáÍßíãÉ. æ ÌÇÁ فصل الشتاء.وذات مرة بينما ليث يمشي في اتجاه “ÌÈÇá ÇáÃØáÓ ÇáßÈíر” ، لمع البرق في كبد السماء و سمع دوي الرعد. و كانت الرياح شديدة و بدا أن المطر سينزل بغزارة فأخذ يجري و يجري ليختبئ في مكان دافئ يقيه البرد القارس، و ظل يجري و يتعثر و يسقط في الوحل ثم ينهض و يكمل جريه حتى وصل أخيرا إلى تحت صخرة كبيرة ثم جلس ينتظر أن يتوقف المطر.( نشيد الشتاء):ها قد أتى الشتاء سينزل المـــــطرسنرتوي بالمـــاء و يرتوي الشجـرو تملأ الســــدود من هذه الأمطـارو نملأ الوجــــود بالزهر و الأثماركي يفرج الجميع و تزهر الحدائـقو يفرش الربيــع الحقل بالشقـــائقها قد أتي الشتاء سينزل المـــــطرما أن توقف المطر عن الهطول ولاح ضوء الشمس حتى نهض بطلنا ليث ليباشر طريقه، وبينما هو يسير بجانب إحدى الغابات قرب نهر كبير، شاهد سربا من الحمام يطير في تناغم و نظام عجيب بقيادة إحدى الحمامات، ثم يتجولون في الحقول لأكل الحب وذلك بكل ترو و دونما شجار. اقترب ليث من الحمام و سأل قلأخطار يحرسه ليــــــلا ونهار
وهكذا سار ليث جنبا إلى جنب مع فوج الأفيال، يقطعون السهول والحقول، وكثيرا ما تدخل الفيل ليحمي ليثا من الأخطار التي قد تتهدده، ومرت الأيام و جاء فصل الربيع.
(نشيد الربيع):
يجيئنا الربيــــع بجوه البديــــع
فراشة تقـــــول لزهرة الحديقة
هيا إلى الحقول للنسمة الرقيقة
ورود ونبــــات تحبه الزهرات
ذات يوم وبينما ليث يلعب بعيدا عن فوج الأفيال، يجري ويمرح، يداعب الفراشات ويحاول الإمساك بها، إذا هو يفاجأ بخنزير شرير يهاجمه ويحاول أن ينقض عليه، فتنبه ليث في الوقت المناسب وتفاداه بسرعة وخفة. بعدها وقف الخنزير في مواجهة مع ليث، ووقف ليث في الجانب الآخر مستعدا لرد هجوم الخنزير.
(نشيد الخنزير):
أنا هو الخنزير شرير شرير شريـر
وأنني خطيــــر شرير شرير شريـر
أنا هو الخنزير قالوا قالوا إني حقير
جبان كبيـــــــر لا أمك الضميـــر
وبعد قليل انطلقت معركة حامية الوطيس بين الحيوانين، معركة الخير والشر، معركة العدالة والظلم؛ كان ليث لم يتجاوز السابعة والنصف ، لكنه أبلى بلاء حسنا في معركة غير متكافئة، لأنه كان جد صغير على مثل هذا النوع من المعارك. لم يفز ليث في هذه المعركة ولكنه لم يخسر كذلك؛ لقد كانت روحه القتالية عالية رغم قوة خصمه؛ وقد كان الفيل وقتها يراقب ليثا ولم يحب أن يتدخل، لكي يتعلم ليث من الآن فصاعدا الاعتماد على نفسه، فالحياة تخبئ له دائما مفاجآت وعليه أن يكون دائما على أتم الاستعداد لها. هرب الخنزير عندما علم أن الأفيال كانت مع ليث، لأن الخنزير بطبعه حيوان حقير وجبان لا يملك أي ضمير؛ لكن خاب ظنه عندما حاول الاعتداء على ليث الصغير.
كان ليث يقترب يوما بعد يوم من المنطقة التي تنبت بها زهرة الأركان؛ وذات يوم أفاق ليث فلم يجد أصدقائه الفيلة الذين كان يستأنس بهم ويحس معهم بالأمان. لم يجد سوى نسر يطير في السماء؛ عندما رأى النسر ليثا قد أفاق نزل عنده وقال له :”إن الفيل هو ورفاقه يتمنون لك النجاح في مهمتك، وإنهم اضطروا لمغادرتك لأن عليهم الرجوع إلى بلدتهم، وقد أوصاني أن أعتني بك وأن أقدم لك أية مساعدة تحتاجها”. رغم إحساس ليث بالحزن لفراق أصدقائه، وجد في هذا النسر أنيسا جديدا وصديقا وفيا.
اقترب ليث كثيرا من المكان الذي يزهر فيه الأركان؛ ولم يبق له سوى قطع جسر للوصول إلى هدفه. لكن الخنزير الشرير علم أن ليثا يريد الذهاب إلى الضفة الأخرى من النهر، فأسرع و مر فوق الجسر، وعندما وصل إلى الجهة الأخرى أخذ يضرب الجسر بقوة حتى كسره، ولم يعد بمقدور ليث أن يصل إلى الضفة الأخرى حيث أزهار الأركان. عندما وصل ليث إلى حافة النهر، نظر إلى تحت فرأى النهر يجري على عمق كبير ويستحيل القفز أو السباحة إلى الضفة الأخرى. وجد ليث نفسه أمام امتحان عسير ولم يدر ماذا يفعل، وعندما بدأ اليأس يتسلل إلى نفسه، تذكر صديقه النسر، فناداه بأعلى صوته ، وما هي إلا دقائق معدودة حتى جاء النسر بجناحيه العريضين، وعندما رأى الجسر مكسرا، عرف أن ليثا يريد المرور إلى الجهة الأخرى، فاقترح أن يحمل ليثا فوق ظهره، وهذا ما كان فعلا. وعندما ارتفع ليث فوق ظهر النسر تعجب لجمال الكون ولتلك الطبيعة الخلابة وأحس بعظمة الخلق سبحانه وتعالى.
(نشيد النسر):
طار النسر فوق النهر حمل ليثا فوق الظـهر
صاح ليث يا ربـــــاه هذا الكون مت أحــلاه
جبل وسهل وأنهــــــار رمل أمواج تم بحـــار
شمس نجوم ثم كواكب هذا الكون فيه عجائب
وصل ليث بأمان إلى مكان فسيح تزهر فيه أشجار كثيرة من نوع الأركان، فأخذ بعض الزهرات منها وقفل راجعا إلى بلدته بعد أن حمله النسر مرة أخرى إلى الضفة الأولى، وقال له: «إنني مسرور لنجاحك في مهمتك، وأتمنى لك السلامة في طريق العودة».
وفي طريق عودته التقى بنحلة تسمى «زينة» رآها ترقص أمام صديقاتها.
(نشيد النحلة):
اسمي زينة أحلــى نحلة أعمل أعمل ليل نهـــــار
وتراني بين الأزهــــار أهوى العمل أصنع عسلا
عسلي من زهر البستان فيه شفــاء للأبــــــدان
أرقص أرقص للأشبـال أغني أمرح في البستـــان
عرف ليث أن النحلة تبحث عن مكان فيه أزهار كثيرة، فاقترب منها ليث وقال: «إن هناك أزهار الأركان وهي غير بعيدة عن هذا المكان». فشكرته النحلة وقدمت له بعضا من عسلها وقالت له: «إنه دواء يشفي من الأمراض ويقوي البدن ويعطي النشاط»؛ فشكرها ليث وعاد في طريقه إلى بلدته. وكان فصل الصيف قد جاء.
(نشيد الصيف):
في صيفنا الجميل نهارنا طـــــويل
وليلنا قصـــــير وبدرنــــــا منير
هيــــا مع الأشبال نمرح في الأدغال
وصل ليث إلى مشارف بلدته، فرآه أحد الحراس من بعيد فأسرع يخبر أهل البلدة برجوعه. عندما سمع نبأ عودة ليث ومعه زهرة الأركان العجيبة، همت كل البلدة لاستقباله. فتركت كل الحيوانات أشغالها وصغارها لتشهد هذا الحدث الفريد الذي سيميز مستقبل بلدتهم. وقد كان في مقدمة المستقبلين المساعد الأول لأبيه «النمر» الذي شكر ليثا وهنأه على شجاعته نيابة عن الأسد الملك الذي كان ما يزال مريضا ينتظر عودة ابنه إليه.
شفي الأسد الملك بعد تناوله زيت شجرة الأركان التي أصبحت منتشرة في كال البلاد، وعمت الخضرة كل الأراضي و الحقول ولم تمض أيام كثيرة على ذلك، حتى أعلن في البلدة عن نبأ سار؛ نبأ تنصيب الشبل ليث ولي للعهد على المملكة. كانت الحيوانات كلها فرحة مستبشرة بهذا الخبر السار واستمرت الاحتفالات سبعة أيام وسبعة ليال وعمت الفرحة كل أرجاء البلاد.
وقد آل الملك بعد وفاة الأسد الملك إلى ليث، الذي تميز عصره بأنه لم يعان أحد من رعيته لا من الجوع ولا من الظلم أو القهر، وعاش الجميع في سعادة وأمان.