مقالات

الحركة الكشفية، أزمة تدبير أم أزمة قيم؟؟……………..الحلقة الأولى.

 

توطئة:

تعتبر الحركة الكشفية إطارا تربويا و فضاء اجتماعيا – مكملا لدور الأسرة والمدرسة – للتنشئة والتربية و التكوين، وهي بذلك مجال لانتاج القيم الأخلاقية واستدماجها ومماراسات تلقائية فردية وجماعية ذات بعد قيمي حاسم لبلورة سلوكات أخلاقية تَصُبُّ في الحياة الاجتماعية؛

ومن ثمة، لا بد أن تجسد هذه الحركة/ الكشفية قيم المجتمع وأن تساهم في الرقي بها وفي بناء قدرات التمحيص والنقد والاختيار المنطقي المسؤول لذا الأفراد ( الفتية والشباب) كبلوغ للمواقف الأخلاقية الايجابية السامية سواء خصت الفرد أو الجماعة.
وفي سياق تنامي الوعي بهذه الوظيفة لدى المجتمعات السائرة في طريق النمو، وما يفترضه الواقع من قراءة جديدة، واعتبارا للموقع الأساسي للعنصر البشري الحامل لمشعل التنمية والسير بخطى ثابتة، يفرض إضفاء تعامل جديد مع البعد الأخلاقي ضمن جوهر المنظومة التربوية للكشفية، والذي يفترض الاستجابة لسياق مجتمعي يتميز بالمعطيات التالية:


– حصول تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية على الصعيد العالمي.
– تزايد الانشغالات بمجال حقوق والقيم باعتبارها ضرورة تربوية وحضارية وشرطا للمواطنة والديموقراطية.
– انتشار مبادئ حقوق الإنسان وبروز القيمجديدة تقوم على الحداثة والتنوع الثقافي والمواطنة الكونية والأنسنة.

انطلاقا من هذه المعطيات التي صارت حتمية في حياة الكثير من المجتمعات اتجاه كل ما يتعلق بِبُعد القيم في مجال التربية و ترسيخ الوعي بهذا البعد لدى جميع الفاعلين في الحقل الكشفي والمعنيين بأجرأته المباشرين وغير المباشرين.
بعد هذا التقديم/التوطئة، لانريد أن نساير واقع بعض المؤسسات المعنية بالتربية والتنشئة الاجتماعية،على اعتبار أن الحركة الكشفية موسومة بخصوصيات من حيث المبادئ والأهداف، و منهجية التمرير وإرساء المعارف، وبلورتها إلى سلوكات/ كفايات…….فالكل يتفق أن جوهر مبادئ الحركة الكشقية فوق كل الشبهات من حيث جعل القيم من أولى اهتماماتها التربوية…….ليبقى السؤال قائم فقط حول واقعنا الكشفي المؤسساتي في فهمه و اشتغاله على هذا البعد القيمي، الذي يمكن الرهان عليه من حيث الفعل المؤثر في تقييمه وتقويمه …….فهل كشفيتنا مدركة لحقيقة هذا الدور؟ مشيدة حصنا مناعا كي تبقى صاحبة هذه المهمة الصعبة، في مجتمع اختلطت أوراق قيمه؟؟؟
القائد : محمد معاشب

alt

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock