من الأصوات الثائرة التي تتوق إلى التغيير ، ثم هل يكتسب الفرد القيم والعادات والتقاليد و المواقف من مؤسسة الكشفية أم أنه ينتجها؟ وحين إنتاجها، هل يكتفي بنسخها أم يضيف عليها ويعدلها؟ خلال تفكري في هذه التساؤلات أدركت أن هذه العوامل مجتمعة أو متفرقة قادرة على إنتاج الثقافة الكشفية، كما أدركت أنه من المستحيل نمو وسمو ورقي هذه الثقافة إلا في مناخ تسوده مبادئ الحرية والديمقراطية والإنصاف . “وهنا مربط الفرس” هل فعلا تحكم هذه المبادئ جمعيتنا الحبيبة ؟
أخاف على أجيالنا من التيه، كما أخاف عليهم من التنميط. أخاف عليهم من التيه خلال رحلة البحت عن الحقيقة ، وأخاف عليهم من التنميط إذا ما أصبحوا مستقبلا بلا ذوات ، إذا ما استبطن نظام لا ديمقراطي بعمق في الجمعية ، نظام يشتغل لصالح الطبقات المسيطرة، نظام يهيئ الكبير والصغير لقبول السيطرة ، نظام يفرض عليهم العزلة والاغتراب ؛ اغترابهم عن مبادئ الحركة الكشفية عموما واغترابهم عن دواتهم على وجه الخصوص . إذا ما وصلنا لا قدر الله إلى هذه السحنة « profil » ، تكون الجمعية قد أنتجت وبلا فخر ثقافة الإحباط والفشل وهذا ما لا نتمناه لجمعية قاومت الانكسار والتشتت لمدة 80 سنة.
القائد : سعيد الفرحاني