لزام علينا أن نعتبر الحركة الكشفية المغربية ليست ملكا لقادتها و روادها و لا حتى لعموم أبنائها و منخرطيها بل هي ملك لكل المجتمع ومعقد لتطلعاته
رأي عام وطني ينظر بحسرة لما آلت إليه الحركة بعدما احتضنها المغاربة إبان الإستعمار و اعتبرها الناس شريكا في التربية والتنمية وبناء مغرب الحرية والرخاء. هل تأكد بالملموس انتقال الحركة الكشفية المغربية من غرفة الإنعاش إلى اللحد أم أنه موت سريري إكلينيكي وجب معه مخالفة الشرع بإطلاق رصاصة الرحمة هل آن الأوان أن يتداعى الكشافة لكي يؤدوا صلاة الجنازة على حركة تربوية أثخنها القائمون على تدبير شؤونها بالإخفاقات المتتالية و بالغيابات المتكررة عن أوراش التنمية و عن المشهد التربوي ثم أعلنوا موتها في السر بعد أن سارت بذكر فشلهم المنابر الافتراضية، وأخبر عن عمق أزمتهم رواد الحركة و المؤسسون الأولون هل نبوءة المرحوم الحسن الثاني راعي الحركة الكشفية المغربية تتحقق من خلال كلمته الشهيرة “نحن الدين أدركنا حقيقة قيمة التربية الكشفية وعرفنا مصالحها وما في طياتها من نعم، نأسف عميق الأسف لكون أبنائنا وحفدتنا لا يعرفونها وربما لن يعرفوها”. تشخيص راديوسكوبي أو بالصدى أو المنظار أو بكل ما أوتي من أدوات التشخيص والتحليل أكد بالملموس أن ما وصلنا إليه من إخفاقات وغيابات عن المشهد التربوي و الجمعوي نتيجة حتمية لسنين التدبير السيئ لحركة الكشف ؟ إنه ما عادت اللغة تسعفنا وصفا نصف به حالة هذه الحركة العريقة العتيقة وإلا بم يجدر وصف تدبير متعاقب لم تستطع أن تضمن بعد 80 سنة من الوجود مكانا داخل المجتمع المغربي وهمومه وانتظارات شبيبته وتطلعات طفولته ؟ بم يجدر بنا وصف تدبير لم يقدر الحفاظ على الصورة الاعتبارية للحركة الكشفية حركة التربية المثالية والقيم النبيلة والانخراط الفاعل في أوراش التنمية بم يجدر بنا وصف حركة يتسرب منها الفتية و الشباب بمجرد العودة من مخيمات التردي التربوي والتدبير السيئ لمجرياته أي وصف بعد هذا كله يجدر بنا أن نصف به حركتنا التي اختلط فيها الحزبي بالتربوي و فتاوي حرمة الخروج عن القادة الملهمين الذين أبوا أن لا يغادروا محراب التسيير والتدبير والتتبع والتقويم و التلويح بنهاية العالم بمجرد دخول صناديق الانتخاب الحر معتركنا التربوي و بركات الحكامة الجيدة و نسائم الربيع العربي. قد يكون مصير حركتنا اللحد لكن بالانبعاث نحن مؤمنون وكيف لا ونحن بقضية الكشف ملتزمون.
شكيب بنعياد