الواقعية هي أرضية القائد التي يقف عليها و ان اعتمد على غيرها سقط
في هذه الحلقة سنتطرق الى شرط جذري من شروط القيادة ألا وهو الواقعية هذا الشرط الذي يجب أن تبنى عليه كل برامج و قرارات القائد فهي ما يمنحه الموضوعية و حسن التخطيط و التصرف, و هي أيضا ما يساعده على التحلي بالحكمة و تشخيص الأشياء و الظروف بكل دقة.
ــ الواقعية هي رؤية الواقع بصورة موضوعية و معرفة امكانيات هذا الواقع في لحظته و بأكثر ما يمكن من الدقة في المستقبل.
ــ القائد الذي لا يعتمد على الواقع و يسبح في عالم الخيال و الفانتازيا هو قائد فاشل لا محالة.
ــ القائد الواقعي هو الذي يعي في حالة كانت له مهمة أو غاية يصبوا اليها بأن تلك الغاية في المتناول أي أنه يمكنه تحقيقها واقعيا و ليست مسألة خيالية أو مستحيلة المنال فلا بد أن تكون واضحة جلية و لا يعتريها أي غموض و لا التباس و لا أدنى شكوك في امكانية التحقيق .
ــ على القائد أن يرى بكل وضوح الغرض الذي يروم الوصول اليه أولا ثم أن يخطط له ثانية أي أن يضع بكل ثبات المراحل اللازمة و الواقعية أيضا لقطع مسيرته و تحد عزائم أفراد مجموعته لاقتحام كل العقبات لبلوغ الهدف و ان لم يكن هذا البرنامج نفسه واقعيا ذهبت كل الجهود سدى.
ــ يحدث أحيانا أن نجد قائدا مهووسا بحب العمل الكشفي, لذا تظل في ذاكرته أيام العمل الجاد و الشاق و الزمن الجميل حين كان لا يزال جوالا أو بمرحلة كشاف متقدم مثلا فيحاول يعيش تلك الفانتازيا التي في عقله و يحاول أن يطبقها على الأجيال التي جاءت بعده بدون أن يراعي التغيير و التطور ليفاجأ بعدها بالصد و التذمر من قبل مرؤوسيه و هذه حالات كثيرة في جمعيتنا نعيشها خاصة مع بعض القادة المخضرمين, أي أنه يعامل شباب 2012 بعقلية 1956.
ــ لب الواقعية هو استعمال المرونة, يجب أن تكون كل الطرق و السبل المستعملة لبلوغ الغاية مرنة و كل تصلب في شأنها يؤدي الى الابتعاد عن الواقعية, على القائد أن لا يتصلب في وضع برامج عمل وحدته و أن لا يتعنت و يتشدد في تنفيذ مخططاته بل يجعل كل أنشطته متماشية مع الظروف و مسايرة للوقع.
ــ لا تمنع الواقعية القائد من محاولة تغيير الواقع اذا كان هناك من الأسباب التي تدعوا لذلك و الا قتل فيه حب الابداع و روح المغامرة فتغيير الواقع أو بالاحرى ما في الواقع من سلبيات لا يتنافى مع الواقعية التي هي طريقة عمل و صفة من صفات القائد الحميدة.
الى اللقاء مع شرط جديد تحياتي
غالي اكريمش
