مفهوم التدريب القائم حول النتائج

تقديم

تواجه الحركة الكشفية العديد من التحديات نظرا لكونا شريكا لا يمكن الاستغناء عنه لإعداد الفتية و الشباب للاندماج الكلي و السلس في المجتمع , ولبلوغ هذه الأهداف لابد للجمعيات الكشفية بكل مكوناتها ( الجهات و الفروع ) العمل على تطوير إنتاجياتها

وبالتالي ممارساتها التربوية و السعي الى الانخراط الفعلي في عملية التنمية الشاملة للفتية و الشباب , وذلك عبر تحسين جودة تكوين كل الفاعلين في المجال التربوي وخصوصا منهم القادة التربويين . لقد أصبح من المؤكد أن التكوين يلعب دورا مهما في تامين انخراط جميع الفاعلين من اجل التغيير , و تطوير تمثلات القادة وممارساتهم وضمان نقل الكفايات المكتسبة الى ارض الواقع . إذا كان الأمر كذلك كيف يمكن إذا تطوير التدريب وانتشاله من براثن التقليد و الجمود .  

قبل الخوض في شرح التصور الجديد لتصميم برنامج للتدريب و الدعم و التنمية الشخصية لقادة الجهة لابد من الوقوف على الصورة النمطية التي كانت تدبر بها التداريب الجهوية والتي كانت أساسا مبنية حول المحتويات و المضامين لا حول النتائج .

التدريب القائم حول المحتويات: انه التدريب الذي يجعل المكون يركز اهتمامه على نوع المحتويات التي ستقدم للمشاركين وليس على تطوير ممارساتهم الميدانية, لذ يقتصر الإعداد في هذا النموذج على عمليات جد بسيطة وهي : – اختيار المكون -استدعاء المشاركين -اختيار الفضاء و الزمان -المحافظة على المضامين السابقة – التقييم الآني

I.كيف يمكن إذا تصميم برنامج للتدريب و الدعم و التنمية الشخصية للقادة وفق منظور متطور ؟

تصميم التدريب القائم حول النتائج :

1-    التعريف : يركز التدريب القائم حول النتائج على التغييرات الملحوظة لدى المشاركين أثناء التكوين أو بعده والتي يمكن ربطها به ,و تختلف نتائج التكوين من مشارك لآخر , وهي مرتبطة بعدة عوامل :

– الطريقة التي يشتغل بها المكونون

– طريقة إعداد التكوين

– الاستعداد النفسي لكل مشارك أثناء التكوين

– الأثر الذي سيخلفه التكوين فيه

– شروط الاشتغال – التوثيق – الوسائل …الخ

– طريقة أجرأة ما اكتسبه المشارك و التي يخولها له واقع الفرع .

2-    تعريف نتائج التكوين : تؤدي جميع التداريب حتما إلى نتائج , غير أن نتائجها تختلف من تدريب الى أخر

1. vالنتائج المنتظرة أي النتائج المباشرة للتدريب :

تفرز جميع التكوينات نتائج متوقعة وأخرى غير متوقعة وهذا لا يعني أن هذه الأخيرة غير مرغوبة فيها لأنها قد تكون ايجابية ومحددة للعديد من التعديلات .  

1. vالنتائج الملموسة في الميدان على المستوى القصير:

أ‌-       تخص تغيير التمثلات وطرق و أساليب التدخل البيداغوجي

ب – تتميز بسهولة المعاينة و المتابعة على ارض الواقع قصد التعديل أو التغيير .

1. vالنتائج المكتسبة و الدائمة و تهدف إلى :

أ‌-       إحداث تحولات عميقة في الممارسات التربوية

ب‌-  إحداث تغيير في نمط التفكير ” الرؤية المستقبلية للعملية التربوية “

1. vالنتائج القابلة للقياس : اعتماد طريقتين :

         أ-الطريقة الغير مباشرة : وتستهدف غالبا التمثلات من خلال المقابلات الشخصية – ملأ استمارة التقييم – ملأ شبكات التقييم .

       ب-الطريقة المباشرة : يمكن قياس التغييرات التي ادخلها القائد على ممارساته داخل الوحدة ” المصاحبة و المتابعة “

يمكن تلخيص هذا التصور في الشكل التالي :

النتائج المنتظرة                 المنتوج                 التأثيرات                               الأثــــــــر  

3- مبادئ التدريب القائم حول النتائج :

يبنى التصميم من هذا المنظور على تنظيم مجموعة العمليات اللازمة لنجاح التكوين , ويمكن تلخيصها في الأمور التالية :

1-    تحديد احتياجات التدريب

2-    دفتر التحملات

3-    تعريف الكفايات المراد تطويرها لدى المشاركين

4-    بلورة منهاج التكوين انطلاقا من هذه الكفايات” المحتويات و المضامين “

5-    التصور البيداغوجي للتكوين ” الطرق و الوسائل المستعملة “

6-    التصور التقني اللوجستيكي للتكوين

7-    تقويم التكوين

4-    العمليات المنجزة :

تأخذ هذه العمليات طابعين “عمليات ذات طابع تنظيمي , وأخرى ذات طابع بيداغوجي” :

1. vالعمليات التنظيمية :
2. 1.التدبير الإداري -التدبير المالي- التدبير اللوجستيكي- تدبير الموارد البشرية – تدبير النتائج
3. vالعمليات البيداغوجية :
4. 1.التجانس بين مختلف المحاور المكونة لمجزوءة التكوين
5. 2.ملائمة المضامين لمستوى المشاركين
6. 3.الطرائق البيداغوجية

5-    تقييم ومتابعة القادة :

يعتبر التقويم التربوي أحد المكونات الأساسية والمرتكزات الهامة التي يقوم عليها النظام التربوي الكشفي، كما يعتبر وسيلة للكشف عن القدرات المعرفية ,الجسمية , التواصلية و المنهجية للفتية و الشباب ،وكدا الوقوف على مدى اكتساب الفتية و الشباب للكفايات و الأهداف المسطرة في المشاريع التربوية للمراحل الكشفية على اختلاف أشكالها , وذلك بإصدار أحكام قيمية«de valeurs » على نتائج المسابقات و المبادرات الجماعية الفردية التي تؤسس البرنامج الكشفي وتعطيه جاذبية ومصداقية ، ومن ضمن هذه البرامج التداريب الكشفية .

وبما أن عملية التقييم تكتسي أهمية كبرى في النظام التربوي الكشفي لابد لنا من إعداد تصور ديداكتيكي يعالج هذا المكون من جميع زواياه معتمدين في ذلك على التساؤلات التالية : من يقوم ؟ متى نقوم ؟ ماذا نقيم ؟ كيف نقوم ؟ لماذا نقوم ؟

إعداد القائد سعيد الفرحاني