في هذه الحلقة سنتطرق الى شرط لا يقل أهمية عن ما سبق من شروط في القيادة ألا وهو العدل هذا الأخيرة الذي يعود بالفضل الكثير اذا ما سادة بين القادة و مرؤوسيهم كما تحكمه خيوط رفيعة جدا في نفس الان, و هو أخطر مداخل التأويل لدى الأطفال و الوحدات و الجموع لتقييم علاقتهم بالقادة.
ــ العدل هو المساواة في المعاملة و قاعدة لازمة في تسيير الجماعة هذه الكلمة تعمتد على نجاعتها الديانات و الدول, كالأخوة و الحرية و النظام و غيرها, و يظهر العدل في معاملة الاخرين. لذا كان لزاما على القائد أن يكون عادلا.
ــ العدل لا تتدخل فيه العاطفة أو غيرها, فقد يحدث أن تجد قائدا داخل المخيم و معه أطفاله و عائلته, و يصبح القائد دون أن يدري محط أنظار كل فتيان المخيم ليلاحظوا ان كان يعامل أبنائه معاملة خاصة, أو يكثر من الاحتكاك بهم دون باقي فتيان المخيم, و يراقبوهم أوقات الأكل ان كان الأكل مختلفا أو يزيد عن باقي الصحون و حتى في العقوبات و ما الى ذلك, أي على القائد أن يعي بضرورة المساواة في المعاملة ليقفل باب التأويل لدى مرؤوسيه.
ــ العدل يستوجب على القائد أيضا الاعتراف بأخطائه, ان أراد أن يكون قائدا نزيها و أن لا يبحث لنفسه عن شماعة يعلق عليها أغلاطه. فاعترافه بالخطأ هو تربية أيضا لفتيانه على الصراحة و على الاقرار بالأخطاء.
ــ قد يحدث أن تجد قائدا اخر معك في المخيم أو غيره خاطئا في حق أحد الفتيان, في تلك اللحظة عليك أن تستخدم ذكائك و لياقتك في التعامل أي لا تبين للفتى نهائيا خطأ القائد بل عالج الموقف بكل لباقة حينها, و بعدها لك كامل الحق في محاسبة القائد الاخر وحدكما كما تشاء, فمن العلم كتم العلم للتأليف بين القلوب.
ــ كما هو معروف لا حياة لأمة و لا مجموعة بشرية ان لم يسدها العدل, و القائد هو المسؤول على ترسيخ و تحقيق العدل داخل فرقة و وحدته.
الى اللقاء مع شرط اخر من شروط القيادة
غالي اكريميش