عروض و بحوث

التدريب وفق منظور متطور” المقاربة بالكفايات “

الإشكالية :

     خلال الزيارات الميدانية لبعض فروع الكشفية الحسنية المغربية وكذا للمخيمات الصيفية على الصعيد الوطني، والوقوف على الممارسات والتفاعلات التربوية ، أثناء تفعيل البرنامج الكشفي مع الوحدات الكشفية، أثار انتباهنا ضعف الرؤية المنهجية

والديداكتيكية المبنية على التخطيط والإعداد الجيد للبرنامج الكشفي من جهة وغياب تام للطريقة الكشفية أثناء التنفيذ من جهة أخرى ، الشيء الذي يقف حجرة عتر أمام تقدم الفتية و الشباب و الاستفادة من البرنامج الكشفي و بالتالي من التربية الكشفية على وجه العموم . وأثناء جلسات التقاسم والتحليل أقر جل القادة والقائدات بأن ممارساتهم التربوية هي من اجتهاداتهم الخاصة ، وأن كل ما يكتسبونه أثناء التداريب يبقى مجرد معارف نظرية لا أكثر وأنها لا تمكنهم لا من قريب أو بعيد من تطوير مستوى الفتية و الشباب من جهة ومن تحسين ممارستهم التربوية مع الوحدة الكشفية من جهة أخرى. كما أعربوا عن عدم قدرتهم على استيعاب مداخل التربية الكشفية واكتفائهم بمبادراتهم الشخصية التي من وجهة نظرهم تؤتي أكلها أفضل من مدخل الأهداف والكفايات والقدرات والمهارات والطريقة الكشفية ، اعتمادا على مبدأ التراكم والخبرة العملية لديهم. من هنا يمكن لنا طرح العديد من التساءلات لمعرفة الأسباب الحقيقية لتفشي هذه الظاهرة :

1-    هل تمكن التداريب الجهوية والوطنية فعلا القادة الشباب من معارف و قدرات ومهارات تساعدهم على القيام بالدور التربوي مع الوحدات الكشفية ؟

2-    هل تمكنهم من مهارات الإعداد و التنفيذ ؟

3-    هل توجد داخل الجهة آليات لمتابعة و دعم القادة على المستوى الديداكتيكي و البيداغوجي ؟

4-    هل يؤد التكوينإلىالتغييرالمنتظر فيالميدان ؟

إن هذه الحالة تضعنا أمام عدة احتمالات يمكن تلخيصها في فرضية واحدة وهي كالتالي:

1.تدهور الممارسة الديداكتيكية نتاج لضعف التكوين الأساس و التأطير والإشراف والمتابعة .                                             

-1- ضعف التكوين و التأطير والإشراف والمتابعة :

تتحمل مفوضيات التكوين بالجهات المسؤولية الأولى في تدني الممارسة الديداكتيكية والتربوية ، باعتبارها القنوات الوحيدة القادرة على رصد وتعديل الظواهر والأزمات التي تعرفها الوحدات الكشفية ، والاشتغال عليها ضمن سياقات عديدة كالدراسات والبحوث الميدانية ، واللقاءات التكوينية والتأطيرية وغيرها من تقنيات الإشراف والتنشيط الموكولة للمفوضين الجهويين في التكوين وتنمية الراشدين .

ولمواجهةهذهالتحديات،نرى منالضروريقبلكلشيء،تحسينجودةتكوينكلالفاعلينفيالمجالالتربوي،وخصوصامنهمالقادة التربويون، لكونه “التكوين”يلعبدوراهامافيتأمينانخراطجميعالفاعلينمنأجلالتغيير،وتطويرتمثلات القادةوممارساتهمالمهنية،وضماننقلالكفاياتالمكتسبةإلىأرضالواقع .وإذاكانالأمركذلك،فكيفيمكنتصورالتكوين،وتأمينه،وكيفيمكنأننضمننقلالكفاياتالمكتسبةأثنائهإلىالميدان؟

قبل الخوض في شرح التصور الجديد لتصميم برنامج للتدريب و الدعم و التنمية الشخصية لقادة الجهة لابد من الوقوف على الصورة النمطية والتقليدية التي كانت تدبر بها التداريب الجهوية والتي كانت أساسا مبنية حول المحتويات و المضامين لا حول النتائج .

  1. vالنمط الاعتيادي في التكوين :

اعتمدت الجهات ولمدة طويلة نمط التدريب القائم حول المحتويات؛ انه التدريب الذي يجعل المكون يركز اهتمامه على نوع المحتويات التي ستقدم للمشاركين وليس على تطوير ممارساتهم الميدانية, لذا كان يقتصر الإعداد في هذا النموذج على عمليات جد بسيطة وهي: – اختيار المكونين – استدعاء المشاركين – اختيار الفضاء و الزمان – المحافظة على المضامين السابقة – التقييم الآني .

  1. 2.الرؤية المستقبلية

لقد راهنت التوجهات الإصلاحية التي تبنتها الفلسفة التربوية للجمعية على الجودة كمشروع مجتمعي يجب أن تنخرط فيه كل الفعاليات التربوية ، وأعدت لذلك برامج واستراتيجيات وميزانيات لتأهيل الموارد البشرية بالفروع والجهات ، إلا أنها لم تصل إلى تحقيق انتظاراتها كما كانت متوقعة،   والعامل الأساس في هذا الفشل التربوي هو محدودية وضعف نظام التأهيل والتكوين بالجهات وضعف التواصل بين المفوضية الوطنية للتكوين ونظيرتها في الجهات . ولاحتواء المشكل يتوجب علينا تصميم أنماط أخرى للتدريب من شانها الرفع من أداء القادة داخل الوحدات الكشفية .

2-1-       تصميم برنامج للتدريب و الدعم و التنمية الشخصية للقادة وفق منظور متطور

يقتضي تطوير الممارسات التربوية بالحركة الكشفية إعادة النظر في سيرورات التكوين بالجهات بحيث يصبح النمط الجديد يعتمد هندسة تكوين وفق المقاربة بالكفايات علىاعتبارها محددا يوجه سيرورات التكوين، وتساهم في بناء وتطوير القدرات التربوية لدىقادة الوحدات ومساعديهم من خلال وضعهم في وضعيات حقيقية في الممارسة البيداغوجيةوالديداكتيكية.

إن هذا المبدأ سيساهم في تجاوز التكوين وفق المقاربة المضامينية التيتعتمد التلقين والشحن المعرفي والتمركز حولالمعرفة وذلك وفق التسلسل التالي :

2-1-1-           مبادئ التكوين وفق المقاربة بالكفايات

  • المقاربة المجزوءاتية:

هو أسلوب بيداغوجي يسعى إلى تنظيم مسار التكوين وهندسته، من خلال تجزيئه إلى وحداتتتشكل وفق أهداف وقدرات وكفايات محددة ، تيسر للمستهدفين اكتسابها تبعا لميولاتهموإمكاناتهم الذهنية مع مراعاة فروقاتهم الفردية ، حيت تصبح مسوغة التكوين مقسمة إلى أربع مجزوءات أساسية وهي :

– مجزوءة المهارات و الفنون الكشفية

– مجزوءة التواصل التربوي و البيداغوجي

– مجزوءة التنظيمات الإدارية واللوجستيكية

         مجزوءة التأهيل القيادي

  • مبدأ التناوب:

هو إجراء عملييعتمد قاعدة الارتباط الوثيق بين النظرية والتطبيق، بين المعارف و المهارات ،المتمثل في مجموع الموارد التييكتسبها القائد ومدى تفعيلها عمليا من خلال إدماجها في ممارسته التربوية . يقوم القائد خلال التدريب بالعديد من الانتاجات العملية و التطبيقية تستطيع من خلالها هيئة التدريب من تقييم مدى تمكنه من الكفايات المنشودة .

  • مبدأ التفاعل :

يقومالمشاركونبطرحأسئلةحولموضوعمعين،ويلتزمونبالإجابةعنأسئلة بعضهمالبعض،ويقومالمنشطبالإجابةعنالأسئلةالتيلمتتلقجواباوكذابتقديم الاقتراحات والبدائل . هناكأيضاتقاسم التجارب،وتتمثلفيأنيقدمقائد متدربلنظرائهطريقةممارسةأوأداةأو تجربةيمتلكهاأويطبقهاداخلوحدته ، ويتمفيبعضالأحيانهذاالنوعمنالتكويندون مكون.

  • المصاحبة أثناء التكوين :

يتعلقالأمربمصاحبةشخصأوأشخاصمشاركينفيالتكوينمنطرفمكونأوأكثر بغرضتطويركفايةأوكفاياتوظيفية ،ويمكنالتمييزبينالمصاحبةالفردية “مصاحبلكلمشارك “ومصاحبةالمجموعة “مصاحبةلمجموعةمن المشاركين” .

  • التكوين الذاتي: “تعلم التعلم “

هو تصور يسعى إلى جعلالقائد فاعلا مركزيا ومحورا لكل الأنشطة المقترحة، وإكسابه القدرة علىالبحث والمشاركة الفعلية في سياقات التكوين وذلك بتنظيم مجالات يتعلم فيها المتدرب كيف يتعلم ، يتعلم كيف يستفيد من التدريب ؛ يدرك الخطوات اللازمة للتعلم ويحترمها .

  • التقويم :

وبما أن عملية التقييم تكتسي أهمية كبرى في النظام التربوي الكشفي لابد لنا من إعداد تصور ديداكتيكي يعالج هذا المكون من جميع زواياه معتمدين في ذلك على التساؤلات التالية : متى نقوم ؟ ماذا نقيم ؟ كيف نقوم ؟ لماذا نقوم ؟

  • المتابعة والدعم الشخصي :

تكون بعد التكوين خلال الزيارات التفقدية بغية التحققمنتأثير التكوينعلىالممارسة التربوية داخلالوحدات الكشفية علىمستوىنتائج الفتية أثناء تعاملهم مع وضعيات مختلفة .

إعداد القائد سعيد الفرحاني

alt

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock