تنمو وتزدهر الحركة الكشفية لأنها حركة تربوية لا غير، فهي تستمد قوتها وقدرتها على البقاء والاستمرار من أهدافها التربوية ومبادئها السامية وأسلوبها الفريد وطريقتها المميزة. إلا أننا بدأنا نلاحظ أنها فقدت بريقها في السنين الأخيرة وبدأت تظهر بحلل جديدة غريبة عن جوهرها الحقيقي ،
فهي تارة حركة ترفيهية خالصة خصوصا خلال التجمعات الكبرى والمخيمات الصيفية ، وتارة وكالة للأسفار والرحلات السياحية العقيمة ، أقول عقيمة لان ما يتداول خلالها بعيد كل البعد عن التربية وما يدور في دواليبها، أصبحت الكشفية في مغربنا الحبيب شيئا آخر ، لا اعرف له اسم ، فروع مقفولة طيلة الموسم الكشفي ومفتوحة خلال موسم الصيف ، فروع نصف منخر طيها من عائلات أعضاء المكاتب الذين أدركوا ومند وقت طويل أن الاصطياف أمر صعب ومكلف وولجوا عالم الكشفية لضمان صيف ممتع وبطبيعة الحال بدون مقابل ، والنصف الآخر ينخرط خلال المخيم الصيفي فقط . يمكن لي أن أقول وبكل صراحة أن المخيمات اليوم أصبحت فضاء للاسترزاق وكسب الأموال لدى أغلبية الفروع في جمعيتنا الحبيبة إلا من رحم ربك ،
في ظل هده الظروف، ومع أناس كهؤلاء، هل لكم أن تتصوروا شكل المخيم الصيفي ؟ انه مسخ لا محالة. فبحجة قلة الموارد المالية يبنى المشروع البيداغوجي للمخيم الصيفي ، يبنى على التخفيف في كل شيء ؛ في الأكل والشرب والتنشيط والتعلم والمنافسة والتجريب والاستكشاف والتفكير والإنتاج ، يبنى وبدون حياء على الترفيه والاستجمام و الخرجات المسائية والليلية ؛ أقول لمثل هؤلاء “واعرف الكثير منهم ” ما هكذا تأخذ اللقمة يا بني ” ما لهذه الغايات والأهداف منحتكم العائلات الضعيفة والمتوسطة أبنائها ، ما لمثل هذه السلوكيات الشاذة والمقززة خلقت الحركة الكشفية ،وما لمثل هدا المنظور التربوي منحكم جلالة المغفور محمد الخامس اسم ابنه وأطلقه على جمعيتنا الحبيبة ” الكشفية الحسنية المغربية ” وما لمثل هذا السكون والخمول واللامبالاة انتخب أشراف الجمعية الرئيس – المفوض العام ، وما لمثل هذه التدابير فوض الرئيس خيرة قادة الجمعية لتدبير الشأن التربوي بالجمعية وبالتالي شأن المخيمات الصيفية . كفانا لقد ضقنا درعا بما نسمعه كلما رجعت قوافل الكشف إلى معاقلها ، كلما رجع أطفالنا سالمين جسديا فقط ، كفانا تسترا ، كفانا نفاقا وخداعا ، كفانا سكوتا فالساكت عن الحق شيطان أخرس
