إن من أصعب مشاريع الحياة على الإطلاق أن تحافظ على الاستقامة وأن تستمر عليها طوال حياتك خصوصا فى ظل ظروف الحياة المتلاحمة والعصيبة التي قد يمر بها كلا منا في حياته.
ماهى الإستقامة: استقام فى اللغة أي اعتدل واستوى وفى الشرع لزوم طاعة الله عز وجل. سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن الاستقامة، فقال: “أن لا تشرك بالله شيئاً”. وقال عمر رضي الله عنه: “أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تروغ روغان الثعلب”. وقال عثمان رضي الله عنه: “إخلاص العمل لله”. وعرفها علي رضي الله عنه: “بأنها أداء الفرائض”. وقال الحسن البصري رحمه الله: “استقاموا على أمر الله، فعملوا بطاعته، واجتنبوا معصيته”. وقال ابن القيم رحمه الله: فالاستقامة كلمة جامعة، آخذة بمجامع الدين، وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء وبحثت كثيرا فلم أجد تعريفا واحدا للغربيين للإستقامة رغم تنظيمهم!. أ عتقد أن الخروج عن النص المعتاد للحياة هو في حد ذاته خروجا عن الاستقامة فإتجاهك في بعض الأحيان لمخالفة ضميرك أو الخروج عن قيمنا ومثلنا وتعاليم الدين قبلهما ذاك كله خروجا عن الإستقامة. قال صلى الله عليه وسلم : (“قل آمنتُ بالله ثم استقم). دعاء نتوجه به يوميا إلى الله عز وجل فى الخمس صلوات وفى كل ركعة من ركعاتها ففي كل ركعة نقول (اهدنا الصراط المستقيم) وفى هذا أكبر دليل على صعوبة أن نستقيم في كل أمور حياتنا حتى أننا ندعو الله بهذا فى كل ركعة. ويحضرني كلمة لإمام مسجدنا دائما يقول لنا (يا بنى الانحراف سهل الراجل هو الى يحافظ على نفسه) لذا فإلتزام طريق الاستقامة من أعظم الأشياء التى يواجهها الإنسان طوال حياته. ويلزم أيضا فى رحلة كفاحك للاستقامة ألا تضغطك الظروف والمشاكل حتى تكون سببا فى خروجك عنها فما يحدث دائما لنا فى مجتمعاتنا الإسلامية والعربية هو رد فعلى لفشل هذا المشروع عند الكثير منا لأنهم لم ينجحوا فى الاستمرار على طريق الاستقامة أو ربما أصلا لم يفكروا فى الاستقامة. كيف نصل إلى الاستقامة؟
أولا: هى هبة من الله عز وجل فأدعو الله دائما أن يرزقك الاستقامة.
ثانيا: مراقبة الله عز وجل فى السر والعلانية فى كل أفعالك وأقوالك.
ثالثا: أن يكون هناك وازع من داخلك على الاستقامة وتراقب ضميرك وتتمسك بالقيم والأخلاق التى تربينا عليها وكان عليها أجدادنا.
رابعا: إن من الاستقامة لزوم الناس ومساعدتهم على الاستقامة.
خامسا: دراسة سيرة النبى ومن نجحوا فى الاستقامة.
سادسا: أن تعد بيئة صالحة فتجالس من يسيروا فى الطريق إلى الاستقامة.
سابعا:القناعة بما رزقك الله عز وجل والرضا والنظر إلى من هو دونك ولا تنظر لما فى يد غيرك بعين حسد ولتنظر لمن هو أكثر بلاء ولتعلم أنك فى خير كثير.
ثامنا: لا تتخذ ظروف الحياة حجج للخروج عن هذا السبيل فكل الناس يريد أن يصل الى أعلى الدرجات والمراتب فى كل شى ء ولكن ليس بعيدا عن الاستقامة. ولو حصلت على كنوز الدنيا وانت بعيد عن الاستقامة فأعلم بأنها ستنقلب نقمة عليك.
تاسعا: ابتعد عن كل من يساعدك على اى طريق غير طريق الاستقامة.
عاشرا وأخيرا: لزوم التوبة والإنابة الى الله عز وجل.
أما عن ثمار الاستقامة: فيقول إبن تيمية ( إن أعظم كرامة هى لزوم الإستقامة). والثمرة الكبرى هى السعادة نعم هى السعادة فعندما تحقق الاستقامة تجد السعادة واسألوا من حققوا الاستقامة. ناهيك عن السعادة فى الآخرة . فبالاستقامة تفوز بالسعادة فى الدنيا والآخرة . دمتم على الإستقامة