الإنسان كائن اجتماعي يتفاعل و يتصل مع الآخرين من أفراد و جماعات ، عملية الاتصال هذه تحكمها اتصالات مرئية و أخرى غير مرئية لفضية و حتى يتمكن الفرد من الوصول إلى أفضل مستويات التواصل لابد له أن يتحلى بمهارات اتصال فاعلة و ناجحة
تعريف عملية التواصل
وضع الباحثون في علوم الأعلام و الاتصال تعريفات عديدة للاتصال ، عكست أهمية الاتصال و دوره في الحياة الإنسانية باعتباره ظاهرة حياتية معاشة تلازم الإنسان في كل تحركاته و علاقته بالآخرين و لا يستطيع أن يعيش دون تواصل .
فالإنسان يتميز بقدرته على الاتصال بواسطة الرموز فهو يتلقى المعاني و الرسائل طيلة حياته و يتجاوب معها حتى إذا كان لا يرغب في الاتصال فهو يتواصل
ما هو التواصل ؟
- التواصل هو عملية يتم بها نقل المعلومات و المعاني و الأفكار من شخص لآخر أو آخرين بصورة تحقق جماعة من الناس لها نشاط اجتماعي فلا يمكن تصور جماعة دون تصور عملية التواصل و في نفس الوقت هذا التواصل هو الذي يحقق أنشطة هذه الجماعة و أهدافها
- هو عملية تبادل الأفكار والمشاعر والمعلومات بين شخصين أو أكثر يحمل في طياته هدف معين ويحدث أثراً على الأطراف المعنية.
يعتبر التواصل إذا حجر الزاوية في التنشيط التربوي، فهو يؤثر سلباً أو إيجاباً على مختلف عناصر التنشيط من اكتساب للمعلومات والمهارات والمواقف إلى تطور المجموعة ودينامكية العلاقات فيها وبالتالي على تحقيق الأهداف.
التواصل البيداغوجي
يكون التواصل في الطريقة التقليدية تواصلا خطيا أحادي الجانب يتجه من القائد نحو الفتية، باعتبار أنه يملك المعلومات الجاهزة، وأن الفرد صفحة بيضاء يجب أن تنقش ذاكرته بالمعلومات التي يزود بها. هنا يكون الفرد مستمعا سلبيا لا يحق له الحوار والنقاش والنقد والتفاعل مع القائد، بل عليه أن يجتر المعلومات المخزنة في الذاكرة. وكل فرد أخل بواجبه يتعرض للعقاب و الإقصاء. ومن ثم يبدو هذا القائد مستبدا يحتكر سلطة الكلام والعقاب والتأنيب وقتل كل فرص الحوار والتفاعل التشاركي.
في المقابل، يمكن الحديث عن التواصل البيداغوجي الفعال الذي يكون إما تواصلا عموديا وإما أفقيا وإما تواصلا دائريا. ويتكئ هذا التواصل الديمقراطي على خلق التفاعلات بين القائد والفتية معتمدا في ذلك على البيداغوجيات الحديثة (منها الفارقية و المقاربة بالكفايات ), وعلى طرق التنشيط المختلفة بغية خلق مناخ بيداغوجي سليم.
1- التواصل العمودي : يكون دائما من الأعلى إلى الأسفل أي من القائد إلى الفتية وذلك بغية تمرير المضامين والمحتويات أو شرح المفاهيم التي تستعصي على الفتية , و لضمان نجاعته يتوجب علينا عدم الإطالة فيه و الخروج منه قصد ترك فرص النقاش و النقد للفتية و الشباب .
2- التواصل الأفقي : ويشمل التفاعلات القائمة بين الفتية وبين الفتية و القائد وكذلك بين الفتية و المحتوى المطروح للتداول , فالعلاقة هنا ثلاثية الأطراف .
3- التواصل الدائري : ويشمل الأطراف الثلاثة لكن في حركية دائمة تجعل كل طرف من أطراف التواصل يكمل الآخر بغية الوصول إلى الهدف .
يتخلى القائد خلال هذا الشكل التواصلي عن سلطة التلقين والتعليم واحتكار الكلام ليأخذ صفة المرشد والموجه، إذ يعتمد الفتية على أنفسهم في إعداد الأنشطة في إطار التعلم الذاتي من أجل إيجاد الحلول الناجعة للإجابة عن كل الوضعيات السياقية التي يواجهونها في الواقع,إذ يقوم على التعلم الذاتي و اللعب والحرية وتعلم الحياة من خلال الحياة، فضلا عن مبدأ الانسجام ومبدأ التبادل المستمر، ومبدأ الإدراك الشامل للأدوار و المهام. معتمدا في ذلك على ثلاث مرتكزات:
المثلث البيداغوجي :القائد ,البرنامج والفتية، فلا ينبغي للقائد أن يركز على نفسه على حساب المرتكزات الأخرى ، أو يركز على البرنامج على حساب الفتية ، أو يركز على الفتية و التضحية بالبرنامج.
أنواع التواصل البيداغوجي
1- التواصل اللفظي :
و يعتمد على الكلمات والعبارات التي تصدر عنّ القائد لإيصال فكرة أو معلومة أو للتعبير عن رأي ما.
- نستخدم كلمات محددة وواضحة وسهلة الفهم وبلغة يفهمها الفتية
- نتفادى استخدام الكلمات التقنية
- نصغ جملنا على أن تكون قصيرة بسيطة
- نوضح جملنا بإعطاء أمثلة ملموسة، واقعية ومناسبة للمشاركين
- نعيد صياغة الجمل غير الواضحة
- نستخدم الألفاظ الإيجابية المشجعة وتلك التي تثني على الإنجازات
2- التواصل غير اللفظي :
يعتمد على الرموز و الإشارات و الوضعيات
نتواصل بالعينين مع المشاركين كافة
نقف أو نجلس بشكل يدل على الثقة بالنفس والاحترام وعلى مرأى من الجميع
- نمتنع عن وضع الحواجز بيننا وبين الفتية
- نحافظ على تعابير وجهنا مرتاحة وطبيعية
- ننتبه إلى الحركات التي نكررها دون انتباه
- نستخدم إيماءات اليدين والوجه المساعِدة
- نتحرك أمام المشاركين بوتيرة مناسبة متفادين إدارة ظهرنا لهم
3- كيفية الإصغاء
- نتفرغ تماماً للمرسل ونعيره انتباهاً كاملاً
- نركز على الفكرة الرئيسية من الحديث دون التفاصيل
- نراقب تعابيره غير اللفظية
- نسنح له الفرصة ليقول ما يريد فنمتنع عن إنهاء عبارات محدثنا وننتظر إلى أن ينهي كلامه لنعبر عن أفكارنا ومشاعرنا .
- نحلل ما يقوله ونحدد مشاعرنا أو مواقفنا تجاه الحديث ولكن دون أن نستبق ما قد سيقوله
- نستخدم التواصل غير اللفظي مثلاً ننظر إلى عينيه، نهز رأسنا، نغيّر تعابير وجهنا
- نبتعد عن الأفكار المسبقة المتعلقة بالموضوع أو بالمتحدث نفسه
- نتفادى التعميمات والتحيز الشخصي
- نستخدم التواصل اللفظي : فـنعلق من وقت لآخر بـ”الحق معك…أفهم مشاعرك…ما تقوله مهم جداً” أو نطرح الأسئلة للاستفسار أو نطلب التوضيح؛ أو نكرر ما قاله بإعادة الصياغة.
خلاصة : تقوم نجاح العمليات التعلمية عموما على التحولات الطارئة على الفتية و الشباب خلال ممارستهم للأنشطة وانخراطهم فيها , لكن هذه التحولات المطلوبة لن تتأتى لنا إلا باعتمادنا للأسلوب التواصلي الفعال و الناجع :
– فعال : الذي يؤدي إلى النتائج المطلوبة في تناغم تام مع المحيط المادي و البشري
– ناجع : الذي يؤدي إلى النتائج المطلوبة دون عناء , في وقت وجيز ودون ترك أي مخلفات نفسية سلبية سواء على الفتية أو على القائد .
إعداد القائد : سعيد الفرحاني