عروض و بحوث

التفكير الإبداعي

تقديم:

    أخواتي القائدات إخواني القادة، إني لجد فخور بهذا المنحى الذي يعبر عن الإرادة القوية لتطويروتمتين آليات التواصل بين نخبة من قادة وقائدات جمعيتنا العتيدية، لمعالجة قضايا تعبرعن المخزون الثقافي و الفكري الذي تحجبه انشغالات لاترقى لمستوياتهم ومواقعهم السامية في الحقل الفكري لجمعيتنا

   إني لجد فخور بشباب يرنو إلى الإبداع باستثمار محيطه التكنولوجي والعلمي والبشري والاتجاهات الحديثة للتواصل وتبادل الأفكار.ربما هي مؤشرات لإحياء ثورتنا الثقافية بالجمعية منذ أواخر القرن العشرين، والسنوات الأولى من القرن الواحد والعشرين. لما اقتنعت نخبة من قادة جمعيتنا منذ بداية التسعينات من القرن الماضي بضرورة ارتقائها لمجابهة تحديات القرن الواحد والعشرين، تحديات ديمغرافية وبشرية وعلمية وتكنولوجية ومعلوماتية وسياسية وثقافيةو…وبكل حزم وإرادة قوية شرعت في وضع خطة استراتيجية لتنمية الجمعية، واكبها المشروع التربوي للجمعيةكقاعدة موجهة للمشاريع البيداغوجية للمراحل. ثم تفتحت باقة يانعة لمشروع إعلامي بشتى ألوان الطيف للأنشطة والبرامج، واكبتها حملة من العلاقات العامة والتبادل الدولي والأنشطة الكبرى.

   ومن أجل صبر غمارهذه التوجهات ظهرت آراء تنادي بضرورة الانخراط في آليات التفكير الإبداعي للخروج من النمطية والتقليد وإعادة الإنتاج، وذلك بتنمية قدرات واتجاهات التفكير الإبداعي لدى القائدات والقادة، لتطوير البرامج والمناهج التربوية وآليات العمل الكشفي.

وهذا لن يتم إلا بالاقتناع بمتطلبات الجودة الشاملة، من أجل التميز وتقوية القدرات التنافسية لدى الجمعية بتحسين جودة المنتوج التربوي، أمام التحولات التكنولوجية والدراسات التربوية والنفسية، واحتياجات وتطلعات الفتية والشباب والمجتمع.

   وحتى يكون البناء محكما ظهرت بوادر معقلنة من أجل بلورة مفهوم الإدرة المواطنة، والجمعية المواطنةباعتماد الحكامة كثقافة جديدة ومنهجبة يرتبط مفهومها بشروط تعزيز النسيج الجمعوي وتأهيل المجتمع المدني ودوره في تحقيق التنمية المستدامة. باعتبار الحكامة رؤيا جديدة لهذه العلاقة القائمة على أساس التكامل والمشاركة وتقاسم الأدوار، وفق منظور استراتيجي ينبني بدوره على التكامل .

   لكن هذه المبادرات كانت عبارة عن ومضات وإشراقات سرعان ما يخبو بريقها، فأصبحت عبارة عن عروض لتقليعات الموضة بين برامج وأنشطة مترهلة أحيانا.وأمام هذا المشهد الشاذ ارتأيت أن أنخرط في في هذا المنعطف الجديدو أن أبذل جهدا عميقا تلبية لطموحاتكم، برصد المعيقات والإكرهات، قبل أن أنخرط في موضوع جديد سينضاف إلى ومضات الماضي القريب.لهذا طرحت الأسئلة التالية:alt

– هل الموضوع له ارتباط بخصوصيات وأدبيات الدورات التدريبية؟

– هل له علاقة بتنمية المعارف والمهارت والاتجاهات لدى القادة لتطوير البرامج.؟

– هل سيكون مناسبة لاقتحام توجه يظهر المستوى الفكري للجمعية؟

– من المستهدف من مضامين هذا الموضوع؟

– ماهي خريطة المشاكل التي تتطلب تدخلا من أجل التجديد والتطويرلتحديد مجالات الإبداع في الجمعية؟

   أمام هذه المتاهة ، وبعد تبصر وبعد نظر، رأيت أن واقع الجمعية يتطلب منا فتح نقاش افتراضي بين نخبة من قائدات وقادة الجمعية كاستفتاء متحضر.يؤسس لتكوين نخبة تؤمن بأهمية التفكير الإبداعي، بانعتاق الأفكار للتعبير وطرح البدائل، واتاحة الفرصة التي اجعلها قادرة على أن تبني في الجمعية ثقافة الإبداع.

هذه النخبة تكون قادرة وبكل المقاييس على الخلق و الإبداع، في إطار فرق عمل. لماذا؟ لأن الأبحاث أظهرت أن فرق العمل الجماعي التي تحقق مستويات عالية من المشاركة والتعاون والتضافر، يتمتع أعضاؤها بأنهم يثقون بعضهم بعضا، ويشتركون في إحساس قوي بهوية الجماعة ويثقون بفعاليتهم كفريق وليس كمجموعة أفراد، وبكلمات أخرى فإن مثل هذه الفرق تملك مستويات عالية مما يمكن أن نسميه (الذكاء العاطفي للمجموعات) ويجب على هذا الذكاء أن يكون ذا علاقة بإدراك المشاعر والقدرة على إدارتها بطريقة صحية ومنتجة، حسبما تقول فانيسا اورتش دروسكات، وهي أستاذ مساعد في جامعة نيوهامشاير ، ورائدة لهذه الفكرة.

ولكن هل تستطيع هذه الفرق حماية ذاتها و الجمعية من بعض الانزلاقات، بتكسيرالأسلوب السائد في كثير من مكاتب وأجهزة التسيير القائم على ممارسة السلطة بدل التفكير الجماعي لتحقيق أهداف الحركة الكشفية ، لأن أي سلطة لاتنتج الفكر، بل تنتج خطابا يحميها ويحمي مصالحها، كما أنها لاتهتم بالثحديث والمنطق والعقلانية، بل تسعى إلى حراسة ,,ميزان القوى,, حتى تظل الكفة راجحة لجهتها.على حساب التطلعات والانتظارات.

   أخواتي القائدات إخواني القادة، وحتى يكون موضوع (التفكير الإبداعي) في مستوى تحقيق غاياته في الجمعية، فقد قمت بجولة في عدة مواضيع علني أجد صياغة متكاملة لتحديد المفاهيم والتعاريف والمرتكزات، وفي نفس الوقت البحث عن جمل وفقرات ذات حمولة لأهمية الإبداع، للإجابة عن السؤال الأخير. وتركت الجانب التقني والمهاراتي وحتى المعرفي للزيادة في التزسع لموضوع مستقل تحت عنوان: ( فن توليد الأفكار الإبداعية) حيث اعتبرته (هدية العدد)


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock