وخلال الفترة الانتقالية من نظام الحماية إلى عهد الحرية، في سنوات فجر الاستقلال، تميزت تلك الحقبة بعلاقة قوية بين الدولة ومنظمات الشباب التربوية، حيث لعب قطاع الشبيبة والرياضة من سنة 1956 إلى منتصف الستينات، دورا كبيرا وهاما، في مجال التاطير التربوي وتعبئة الشباب، بتعاون فعال، مع منظمات الشباب التربوية التطوعية، المتخصصة في التاطير التربوي، والتي كان عددها لا يزيد على بضعة منظمات، ولكنها كانت تؤطر مئات الآلاف من الأعضاء المنتسبين والمستهدفين الأطفال، والتي كانت فروعها تنتشر في اغلب المدن والقرى بما فيها النائية.
وقد استجاب برنامج التعاون بين الوزارة والمنظمات المذكورة في تلك الفترة، لاحتياجات المجتمع بصفة عامة، والطفولة والشباب بصفة خاصة، وبفضل ذلك التعاون كان لمنظمات الشباب، دورا تربويا فعالا، ساهم في تحقيق منجزات كثيرة، ترك أثرا ايجابيا في تاطير المجتمع المغربي، بكل مكوناته.
وبالرجوع إلى أرشيف الوزارة في تلك الفقرة، سنتعرف أكثر على المنجزات الهامة في مجال التاطير التربوي والاجتماعي المتعدد الأغراض، التي شاركت فيها منظمات الشباب بفعاليات كبيرة مع الوزارة .
ومن اجل ضمان استمرار ديناميكية عمل منظمات الشباب التربوية التطوعية، ويهدف تقنين ذلك التعاون والانتقال به من مجرد مبادرات تطوعية، إلى شراكة مؤسساتية أنشأت الدولة المجلس الأعلى للشباب سنة 1957 والذي تميزت مهامه بوضع التصورات التنظيمية، واقتراح القوانين الكفيلة، بإشراك منظمات الشباب في تاطير المجتمع تربويا.
ودعما للدور التشريعي للمجلس الأعلى للشباب، قرر المسئولون تعيين بعض ممثليه،كأعضاء في المجلس الوطني الاستشاري، الذي كان النواة الأولى للحياة البرلمانية المغربية، في تلك الفترة.
وقد كان لممثلي المجلس الأعلى للشباب الأعضاء في المجلس الوطني الاستشاري المذكور، دورا هاما في اقتراح قوانين وتشريعات، كانت ستساعد على إبراز دور منظمات الشباب في تاطير المجتمع بصفة عامة، وتأطير الطفولة تربويا ورعاية الشباب وتعبئته لبناء الوطن، ضمن مؤسسات المجتمع المدني المؤهلة، وقد تحقق ذلك بفضل الإرادة القوية لقادة البلاد وحماس وتعاون المواطنين في تلك الفترة .
وبسبب الجو السياسي العام – في الستينات والذي تميز بالصراعات السياسية حيث تم إلغاء المجلس الوطني الاستشاري وتجميد المجلس الأعلى للشباب .
وقد اثر ذلك سلبا، على منظمات الشباب التربوية، حيث بدأ التعامل مع المنظمات المذكورة، كمجرد منظمات تمارس أنشطة الهوايات وملء أوقات الفراغ، وليس كمنظمات لها دور ريادي في التاطير التربوي للطفولة ورعاية الشباب للحد من مشاكل الشباب وحماية المجتمع من أخطار الانحراف .يتبع