إن تنمية الإنسان لاينبغي أن تقف عند تحسين ظروف الصحة، وتطوير المعرفة والمهارات . بل يجب أن ينتفع الإنسان بها بخلق فرص الإبداع في العمل، والاستفادة من وقت الفراغ، واحترام الذات وتقديرها، وضمان حقوقه، والمساهمة الفعالة في الأنشطة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، والعيش بكرامة. ويذلك تصبح التنمية البشرية توجها إنسانيا للتنمية الشاملة، بعيدا عن مفهوم تنمية موارد بشرية
التنمية المستدامة من أ جل استدامة جودة الحياة
بما أن الإنسان من مكونات البيئة التي يعيش فيها، فإنه لن يستطيع أن يحيى حياة تحقق له صحة جيدة ،ويطورمعارفه و مهاراته ، دون توفر بيئة تلبي احتياجاته البشرية التي تعتمد عليها الحياة، لتحقيق مفهوم الحياة الشاملة، أمام ما يلحق البيئة من تدهور واستغلال عشوائي. وتقلص خدمات النظم الإيكولوجية لحفظ نظم الإعاشة والتقليل من الفقر. أمام هذا الخطر المتمثل في الاستغلال العشوائي للبيئة، وما ينتج عنه من تدهور، انطلقت شرارة النهضة البيئية، تجلت في تقارير العلماء، وظهور منظمات غير حكومية، دقت ناقوس الخطر، وناد ت بضرورة الالتفات إلى البيئة في علاقتها بالتنمية، تمخضت عقد عدة اتفاقيات ولقاءات، كان أقواها ( قمة الأرض ) التي عقد ت من طرف الأمم المتحدة في ريو ديجانيرو سنة 1992، حيث تمت الدعوة إلى ضرورة دمج الاهتمامات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية على المستوى الدولي، في إطار استراتيجيات وإجراءات لتحقيق التنمية المستدامة، والتي تلبي احتياجات الجيل الحالي ، دون الإضرار بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة. وذلك بالحفاظ على ( الأرض) والحياة والنباتات والموارد الوراثية ( الحيوانية ) وبذلك يمكن أن نستنتج بأن التنمية المستدامة ترمي إلى تحقيق جودة الحياة المستدامة، عن طريق الحفاظ على الثروات الطبيعية، وحماية البيئة من التدهوركملك لجميع الأجيال التي ستتعاقب على هذا الكوكب.
دور الحركة الكشفية في حماية البيئة
يجب أن ندرك بأن دور الجمعيات والمنظمات الشبابية التطوعية، لايمكن أن يحل محل الجهات المتخصصة في المجال البيئي، سواء كانت حكومية أو دولية أو أممية…
فدور العمل الجمعوي هو تعريف الفتية والشباب بالتحديات البيئية ومشاكلها وآثارها السلبية على حياة المجتمعات، إذا تعرضت للتدهور والإتلاف، وذلك لإدماجهم في اهتمامات المجتمع ومشاكله، من أجل التفكير في إيجاد الوسائل والأساليب الكفيلة، قصد المساهمة في مواجهتها، والتغلب عليها أو الحد من آثارها السلبية، وذلك باتباع الأسلوب التربوي والتكويني كالتالي:
- تنمية القدرات العقلية : لإكساب الفتية والشباب القدرة على المعرفة والفهم لمكونات البيئة، ودورها في حياة الإنسان، ودورها في تحقيق التنمية المستدامة ، ودعم أهداف ومكونات دليل التنمية البشرية، ومفهوم جودة الحياة.
- تنمية المهارات: إكساب الفتية والشباب مهارت التخطيط والتنفيذ والتقويم، لوضع برامج وخطط للمساهمة والمشاركة الإيجا بية لمجابهة تلك المشاكل، وهي مهارات تنظيم المشروعات، سواء من أجل التدريب أومخيم الخدمة العامة…مثلأ:
= تحديد الاحتياجات
= التدبيرالإداري والمالي والبشري
= تدبير الزمن
= العلاقات العامة والتواصل
= الشراكات والبحث عن الدعم
= مهارات التفاوض وتدبير الاجتماعات، والعمل الجماعي
- تنمية الا تجاهات والمواقف:
وهي نتيجة المعرفة والفهم والإدراك الواعي لأهمية البيئة لخلق الاستعداد أو التأهب النفسي و التأثير التوجيهي.كأسلوب منظم متسق في التفكير والشعور ورد الفعل تجاه أي حدث في البيئة بصورة عامة، مما يؤدي إلى:
– اكتساب القدرة الذاتية الوجدانية لحماية البيئة، والدفاع عن التوازن البيئي.
– نشر سلوكيات حماية البيئة
– الانخراط في سياسة الدولة لحماية البيئة
– تكوين الدافع حول المفهوم الكوني للبيئة
– تنظيم ورشات ولقاءات وندوات وحملات وتداريب من أجل حماية البيئة
– تعميم مفهوم جودة الحياة البشرية