المخيم مؤسسة للتنشئة الاجتماعية

يعتبر المخيم الفضاء الأنسب لإشباع احتياجات الأطفال والشباب نظرا لما يمتاز به من إمكانيات صالحة لاستثمارها تربويا وبيداغوجيا في تنشئة الأطفال والشباب على أخلاق وسلوكيات تربوية حديثة ترمي إلى إعداد مجتمع مدني حضاري متقدم، وهذا المسعى يتطلب تسخير مجموعة إمكانيات لتطوير هذا الفضاء على مستوى(البنيات التحتية والمرافق والتجهيزات والتأطير المتخصص

حتى يمكن أن نجعل هذه المؤسسة تواكب العصر وتصبح امتدادا طبيعيا ومنسجما مع مؤسسات التنشئة الاجتماعية. المخيم فضاء للتربية والتكوين: يعتبر الحق في التربية والتكوين من الرهانات الأساسية في تقدم الشعوب وتطورها، وباعتبار المخيم فضاء للتربية والتكوين بامتياز، فإن الحرص على توفير أنشطة مفيدة خلال فترة المخيم تساعد الأطفال والشباب على الإقبال عليها والانخراط والمشاركة وإدراك معنى المشاركة في الحياة الجماعية، والانفتاح على الحياة الاجتماعية، واحترام الآخر، لمامن شأنها أن تشجع فرص الحوار وإبداء الرأي والتعبير لدى الأطفال والشباب وتساهم في تربيتهم على مبادئ المواطنة والديموقراطية، فهذا الفضاء يجب أن يضمن حق الطفل في التشبع بقيم صالحة للاندماج الاجتماعي. الطفل قلب كل الاهتمامات: يجب أن يتمتع الأطفال داخل المخيم بجميع الحقوق التي يضمنها النشاط التخييمي، وأن يحظوا بعناية خاصة، وأن تكون مصلحة الأطفال العليا هي المبدأ الذي يسترشد عن تعليمه وتوجيهه. الطفل والممارسة التربوية: يجب أن ينعم الأطفال داخل المخيم بلحظات الترفيه والتنشيط التي تمنح إليهم من طرف المرشدين من خلال إ شراكهم في تسيير وتنظيم أيام المخيم، وأن تتاح لهم فرصة لتحمل المسؤولية في مختلف الأفعال اليومية عن طريق تشجيع حرية الاختيار، وإمكانية الاقتراح، وخلق مناخ من التثقيف المتبادل، والعيش الجماعي وسيادة الأخلاق الديموقراطية، وذلك مع الحرص على التوازن بين إمكانيات الأطفال والحياة الجماعية، مع العمل على تقريب الطفل وإمكانية ملامسته لبعض الأنشطة العلمية حسب الإمكانيات من أجل ضمان مواكبته للتطورات الحاصلة في المجتمع. برامج المخيم التربوية: لا يجوز أن تخرج البرامج اليومية للمخيم عن المبادئ والأهداف التي تنظم ميدان التخييم وعن القوانين والأنظمة التي تحدد طبيعة هذه البرامج ومضامينها ومحتوياتها الهادفة إلى جعل الممارسة التربوية داخل المخيم في منأى عن كل صور الإهمال والاستغلال بمختلف أشكاله، الفكرية والمذهبية والسياسية لذا فإن اختلفت الهيئات المهتمة بالتخييم أو المستفيدة منه في مشاريعها البيداغوجية إلا أنه يجب أن تتوحد في الأهداف المتوخاة من هذه العملية.