الجزء الأول:
تتميز التربية الكشفية عن باقي المنظمات الشبابية بأسلوب تربوي متكامل وشمولي يهدف عموما إلى بناء شخصية الفتي وبلورتها بغية التأقلم الايجابي مع التفاعلات المجتمعية و الاستفادة منها كما وكيفا
, ولبلوغ هده الغايات أعدت الحركة الكشفية تصورا ديداكتيكيا وبيداغوجيا خاص بها أسمته بالطريقة الكشفية , ماهي هده الطريقة ؟ وما هي عناصرها ؟ وكيف يمكن استثمار عناصرها لبناء البرنامج الكشفي ؟ ولمادا اعتمدت الحركة الكشفية هده الطريقة دونا عن باقي الطرق البيداغوجية المؤسسة للفعل التربوي على وجه العموم ؟
1-التعريف :
الطريقة الكشفية هي نظام للتربية الذاتية المتدرجة وتهدف إلى مساعدة الفتية على تنمية واستغلال قدراتهم واهتماماتهم بناء على ما تم اكتسابه فعليا داخل الوحدة الكشفية من معارف, مهارات وسلوكيات ،سعيا إلى تلبية احتياجاتهم باختلاف أشكالها في المراحل المختلفة من التنمية، كما تتيح فرصا أخرى للتنمية الشخصية طبقاً لقدرات الفتية الخاصة, فالطفل اليوم ليس دلك الكائن المستضعف, المغلوب على أمره, مهمته الأساسية داخل الوحدة هي تنفيذ أوامر قادته ورؤسائه , بل انه محور العملية التربوية برمتها , نريد من أبناءنا أن يفكروا معنا , أن يساهموا في الإعداد و التنفيذ , أن يخططوا لتعلماتهم , ان يقيموا انجازاتهم, أن يطوروا طريقة اكتسابهم للمعرفة قصد الولوج إلى عالم الإنتاج لا الاستهلاك فقط .فعلى هدا الأساس تعد الطريقة الكشفية أسلوبا تربوياً متقدما و حداثيا خلافا للأنظمة التربوية الكلاسيكية , يعتمد على المعرفة الدقيقة لخصائص نمو الفتية , تمثلاتهم , رغباتهم و احتياجاتهم خلال تدرجهم الكشفي في مرحلة معينة أو عند انتقالهم إلى مرحلة أخرى ، كما يوفر المناخ والبيئة البيداغوجية التي تلاءم تقدمهم , لدفعهم إلى العمل والتحدي والمغامرة و تعزيز رغبتهم في الاستكشاف والتجربة، و الكشف عن قدراتهم الطبيعية على الابتكار والإبداع،و حاجتهم إلى التقدير والاحترام كأفراد وكجماعات .
كما تقدم الطريقة الكشفية أسلوباً للحياة يعطى معنى للتعلمات والعلاقات و التفاعلات المتواجدة داخل الجماعات الصغيرة , ويضمن الاستفادة منها مستقبلا بطريقة تمكنهم من أن يكونوا مستقلين، متعاونين، مسئولين وملتزمين، إلى أقصى حدود الإمكانيات المتاحة داخل الوحدة الكشفية .
2-عناصر الطريقة الكشفية :
1-الوعد و القانون – 2- التعلم بالممارسة– 3- نظام الجماعات الصغيرة – 4- الإطار الرمزي – 5- نظام التقدم – 6- حياة الخلاء – 7- دعم الراشدين .
3- كيفية استثمار عناصر الطريقة الكشفية لبناء البرنامج الكشفي :
تشكل عناصر الطريقة الكشفية وحدة متكاملة تعمل كنظام واحدد يسعى بكل تميز إلى بلوغ الأهداف المنشودة ودلك بإعطاء معنى لكل التعلمات وجعل الفتية ينخرطون فيها بكل حب و طواعية , و في هذا السياق يمكن وصف هدا النظام بأنه شبكة من عدة عناصر يكون لكل عنصر فيها وظيفة محددة, يتفاعل مع العناصر الأخرى و يساهم في الهدف العام المراد تحقيقه .
إن من أهم سمات الطريقة الكشفية هو توفرها على وحدة عضوية تولد فيها قوة دافعة، فكل عنصر من عناصرها له وظيفة تربوية، وكل عنصر يكمل من تأثير العناصر الأخرى. فإذا فقد أي عنصر من هذه العناصر أو لم يستخدم كما ينبغي أن يكون، فإن النظام ككل لن يتمكن من خدمة الهدف الأساسي وهو التنمية المتكاملة و الشاملة للفتية والشباب. يبقى السؤال المحير لقادة الوحدات الكشفية أثناء إعداد مشاريعهم البيداغوجية و بالتالي أثناء تطبيقهم لها , هل يمكننا استثمار عناصر معينة وإهمال العناصرالأخرى أثناء إعداد وتطبيق مشاريعهم البيداغوجية ؟ أم من الضروري مراعاة جميع العناصرفي دلك ؟
يكمن الجواب على هده الأسئلة في مدى استيعاب القائد لأهمية استعمال هدا النمط البيداغوجي في إعداد وتطبيق جميع الأنشطة التربوية وتنقله الواعي بين عناصرها وفهمه الكبير لكل عنصر من عناصرها حتى يتمكن من توظيفه توظيفا صحيحا وبالتالي قياس اثر اختياراته , فاستثمار الطريقة الكشفية يجب أن يكون حسب : الهدف المحدد – السياق – نوعية النشاط – الفضاء المخصص لدلك وفي أبعادها الثلاثة :
” الأحادي – الجزئي – الكلي .”
1-الاستثمار الأحادي :
مراعاة عنصر واحد فقط من عناصر الطريقة الكشفية , وهدا أمر غير مقبول تماما , لأنه لا يمكن القائد من تحقيق الهدف المرغوب و يدل على العشوائية وسوء التخطيط .
2- الاستثمار الجزئي :
مراعاة عدد مهم من عناصر الطريقة الكشفية( أربعة عناصر على الأقل ) حسب الهدف المحدد , السياق العام للنشاط , نوعه , عدد المستفيدين , الأطر المشرفة على تنفيذه . ونعني بالاستثمار الجزئي اختيار القائد للعناصر التي سوف تمكنه من بلوغ الأهداف المسطرة بطريقة سهلة, سلسة وفعالة تجمع بين الممتع و النافع وتدفع الفتية إلى الانخراط الكلي في النشاط و بالتالي إلى الإنتاج .
3- الاستثمار الكلي :
مراعاة جميع عناصر الطريقة الكشفية أثناء إعداد وتنفيذ المشروع البيداغوجي للوحدة أو فقرة معينة من برنامجها السنوي .
الجزء الثاني :
4- نماذج تطبيقية :
أن استعمال الطريقة الكشفية ليس حكرا على نشاط تربوي دون آخر : ( سواء كانت وحدة تربوية و تنشيطية صغيرة أم كبيرة داخل فضاء مغلق أم في أحضان الطبيعة , على المستوى المعرفي , الوجداني أو الحسي حركي) وعلى هدا الأساس سوف نقدم نموذجين لكيفية استثمار عناصر الطريقة الكشفية في إعداد وتنفيذ البرنامج الكشفي :
1- نشاط داخل النادي : تعلم بعض المهارات اليدوية
2 نشاط خارجي: خرجة خلوية مشيا على الأقدام
1- استثمار جزئي لعناصر الطريقة الكشفية :
حصة تعلم بعض المهارات اليدوية :
المكان : نادي الجمعية
الهدف : تعلم أربع مهارات مختلفة حسب احتياجات الفتية
المهارات المقترحة : تحدد من طرف القائد ومن يساعده
القائد سعيد الفرحاني