هكذا انتهى لقاء طلائع حلمت به وحلمت اني ساحقق فيه التميز لم يكن خطئي ولكن تحملت نتائجه . لم اختر الطليعة لم اختر أفرادا ليس لهم روح الطليعة بل قضاء عطلة مجانية .لم اكن مسؤولا عن انسجام عناصر لم يقضوا وقتا ولو وجيزا بل حضروا يوم الحدث ولست ولست ولست… أقف في الحفل الختامي مع باقي الطلائع وأنا غائب. أكثم ما في نفسي من غيض حتى لا انفجر باكيا . لم أحضر حفل نار المخيم . ولم اكلم أحدا .نودي علي من الإدارة لأتسلم التعويض الكيلومتري وجبة غداء الطريق أفراد طليعتي أخذت الغداء وسلمت المال للقائد عبد العزيز لوزعه بنفسه . سلمت مقتصد الطليعة السردين والبطاطس المسلوقة والجبن والخبز لوزعها . عند المغادرة سلمني القائد اثنى عشر درهما ونصف ، كان أول تعويض . ولم أدر كيف وصلت فاس لانشغالي بما حصل ولم حصل …
رجعت فاس يوم السبت 29 مارس احمل في جرابي خيبة امل دخلت الحي وانا اقرب الى متصكع مني الى كشاف ، اسود اليدين والوجه بسبب دخان وفحم الطبخ. تفوح مني رائحة الغاز والسردين المعلب لآخر وجبة أخدتها وجرابي يحدث صريرا في كل خطوة. وحديده في ظهري غير مشيتي . لحسن الحظ الحي خال من المارة . لاحظت ان كل أضواء المنزل تسطع وأذكار من دلائل الخيرات منبعثة من المنزل قلت مع نفسي أبي يقيم ليلة ذكر على عادته . صادفت ابن خالتي نجيب وابن خالي سعد بالباب قلت لهم وانا احييهما ” الوالد داير شي ليلة ديال السماع عوتاني ” لم يجيبا . سمعت حمزة ورشيد يصرخان وهما ينزلان الدرج ٌ” يوسف يوسف ماتت لالة ماتت لالة (جدتي) ” لم أتكلم وحملت نفسي الى السطح حيث عمتي والطباخة الضاوية يطهوان عشاء اليوم الثالث لوفاة جدتي .في ركن مظلم من سطح المنزل جلست ابكي ورأسي بين دراعي أردد مع نفسي ” ذهبت ولم أودعها ليثني لم اذهب ليثني لم اذهب ” لم يجرؤ أحد على الاقتراب مني . مكث حتى مرت نوبة البكاء و وعتابي نفسي .تحاملت عليها واغتسلت بماء بارد ومسحوق الأواني( Tide ) ونزلت لتقبل العزاء .ضاع اللقاء مني وذهبت جدتي يوم كنا في خرجة عين بريبري فماذا بعد …؟ ليث الحافلة ذهبت يومها دوني …
في الطابق الثاني وجدت نساء العائلة سلمت عليهن واحدة واحدة وانا اتحشى البكاء في وجههن وجلست قرب عمتي خديجة . عانقتني بحرارة وبكينا سويا ، هي تبكي أمها وانا ابكي جدتي وخيبتي ، هكذا وجدني أبي . سلمت عليه وعيني تنظر الارض اهرب من نظراته لي .أحسست ساعتها تقصيرا مني في حقه بعدم حضور جنازة والدته بكوني في مخيم العب وامرح . اه لو تعلم يا ابي اي لعب كنت العب وأي مرح كنت امرح . نزلت الطابق الاول حيث الرجال . الحاج الحسن الفيلالي لا زال يصدح بدلائل الخيرات مع مجموعته جلست وسطهم ومد لي كتابا وأشار الى السطر ورفع صوته اكثر كإشارة منه / – رحمه الله رجل من اهل الجنة انشاء الله لكثرة ذكره ومدحه وصلاته على النبي صلى الله عليه وسلم – . /لم ارى أيا من إخوتي الا بعد العشاء . أجبت عن سؤالهم حول اللقاء أخبرتهم انه مرة روعة وكله نشاط ، لكن عندما سألني عبد الوهاب وحمزة ورشيد اختلقت كوننا كنا جيدين لكن خصمت منا نقط أخرت رتبتنا . لم اكذب ولم اقول الصدق حفاظا لما تبقى لي من كبرياء وعدم مسؤوليتي عما حدث .في الصباح استيقظت باكرا وذهبت لقبر جدتي قرأت آيات من القرآن وجلست أتحدث معها كما كنت افعل في حياتها وانا أبكي .لحق بي حمزة وعبد والوهاب ورجعنا للمنزل …
انتظرت انتهاء العطلة وقدوم الاجتماع لتقديم تقريري حول اللقاء . لكن في الثانوية التقيت بجمال و ادريس بادراني ” لي غدي تقول نحن نعرفه كنا نرى كل شيء ونسمع كل شئ الغلطة ماشي ذيالك أ يوسف الغلطة ديال … ” وحكيت لهم التفاصيل كاملة وقراري بعدم المشاركة في اي لقاء الا اذا اخترت عناصري .لم يحضر احد من المشاركين للنادي بعد اللقاء وحتى قرب مخيم بوزنيقة . بعد عودتنا من المعمورة وبداية الطور الثالث من السنة الدراسية سمعت عن وفاة شخصية مهمة في الجمعية لم اسمع به من قبل حتى اكتشفت من ،هو ومكانته في الحياة الكشفية لدرجة إطلاق اسمه على المركز الكشفي بالمعمورة ، القائد المؤسس عبد الكريم الفلوس . توالت اجتماعاتنا وانخرط أعضاء جدد ، وسمعنا عن إمكانية تنظيم مخيم وطني ببوزنيقة .مصطاف بين مدينتي الرباط والدار البيضاء وعلينا الاستعداد له جيدا . لكن مع عائق بسيط تزامن المخيم مع حفل زفاف أول اخواتي صعَّب علي الاختيار وأيهما سأحضر خاصة وان موعد المخيم لم يحدد بعد بالضبط. ولا زال موعده بعيدا . وبدأت العطلة قبل أوانها بشهر . أنتظر الآحاد لنلتقي في دار الشباب . واقضي وقت الفراغ بالمعمل . حيث سمح لي أبى بالعمل لأول مرة على بعض الآلات الغير الخطيرة. وبدأت اصنع كراسي وحصالات واقفاصا للحمام ابيعها عند مدخل المعمل . كما ابتكرنا مدفعا لمفرقعات شعبانة ليلة الإعلان عن شهر رمضان . عادة عهدنها من قديم .تتحول فاس في ليلة رمضان الى مدينة وكأنها شعلة من نار بسبب الاحتفالات من نوع خاص بقدوم شهر خاص له تأصله وهيبته . زغاريد يصاحبها اصوات مفرقعات . الكل محتفل صغارا وكبارا في اسطح المنازل . تتفنن كل عائلة حسب استطاعتها تحت مراقبة الكبار وهم من يقتنون اداوت الاحتفال وجعلنا منها تجارة مربحة .نبيع المدفع بنصف درهم في الصاغة – أحد الأحياء المشهورة في المدينة العتيقة كان مركزا تجاريا قديما لبيع الشاي والسكر ويتحول في شعبان لمركز لبيع المفرقعات – ما نجمعه من نقود نشتري به مفرقعات لنحتفل ايضا .