من مذكرات كشاف يزعم انه قائد

الحلقة الحادية عشر : السعيدية 1979 (تابع)

التجمع ضم ست طلائع و اربع قادة فقط ،طليعة الاسد عريفها فؤاد بنسودة ، الفهد عريفها كنون ، النمر عريفها منير المسكيني والغزال أنا عريفها ثم طليعة الخنساء عريفتها  القباج سعاد وأم شهداء عريفتها المسكيني الهام. اما القادة فالوالي جمال الصفروي محمد القباج فتيحة انين نور الدين المقتصد بينما القادة الآخرون منهمكون في استكمال الاستقرار وأعمال اخرى ، توالت صيحات الطلائع ثم تكلم القائد جمال شرح وضع المخيم وما سيترتب عليه من تقسيم في المهام الداخلية للكتيبة والمصالح اليومية لكل طليعة ، ونظام التغذية ، 25فردا من سيستفيد ون من منحة المخيم وهم طليعة الاسد والفهد والخنساء وثلاث قادة اما الباقي سيكونون في التدبير والاقتصاد الداخلي لمخيم  الفرع ، وهم المعنيون بالمصالح اليومية من اقتصاد ومساعد الطباخ وإعداد اماكن الأكل اما البرنامج فمشترك .والمهام والمصالح والبرنامج العام معلق على سبورة النشر . دوًّت صيحة الاستعداد تظهر مدى فهمنا وتقبلنا للوضع و الأوامر . انطلقت مجموعة المطعم العام تستعد وتخرج أدوات اكلها الخاصة والعامة .والتحقنا نحن لإعداد مكان الإفطار للجميع اي 55 المتبقية من كشافة وأشبال وقادة ، جهزنا الخيمتان المخصصتان للأكل بالكراس التي جلبناها من فاس وصنعنا طاولات من الصناديق وأشياء اخرى وتخدنا سقيفة خيمة كمطبخ محاط من ثلاث جوانب في مكان تحت ضل الأشجار وجلسنا لتناول أول وجبة فطور ثم ضلت اول طليعة في المصالح لمساعدة الطباخ اما الباقون فاكملوا استقرار المخيم وتزيينه ، بوابة سارية العلم وسبورة للنشر وأسلاك كهربائية في الممرات .اما الاشبال فنزلوا البحر . وتذكرت غضب الكشافة في الهرهورة عندما كنت شبلا ونزلنا للبحر وتركنا الكشافة في المخيم  . استأنفنا أعمالنا  . كلما شعرنا بحر الشمس والتعب نذهب تحت رشاشات المياه في الهواء الطلق نبلل رؤوسنا  أجسادنا ، اذكر ان جلودنا المكشوفة احمرت  وضل ما تحت الثياب ابيض .

وكان اول غداء وأشهى غداء رغم بساطته . رحم الله عمي عسو  ، الطباخ  الذي جلبه القائد عبد العزيز هو وزوجته  من فاس ، رجل اسمر اللون طويل القامة بشوش وصامت .امتعنا بألذ المأكولات وأشهاها .كان 25 فردا المحسوبين على الاقتصاد العام للمخيم يحسدوننا عليه ويطلبون ان ينظموا إلينا ويتركوا وجبات الاقتصاد العام . في المساء وأثناء تجولنا في الغابة جلبت أغصانا وجذوعا كبيرة صنعنا  منها حاملة الاجربة وحاملة الأواني والاحذية والفوط لم تكن بالإتقان المطلوب ولكن أدت مهمتها ومنحتنا مساحة اكبر داخل الخيمة الصغيرة. صنعت بوابة وحاجزا حدد ركن طليعتنا . اذكر ان سياسة التقشف في النفقات فرضت علينا استعمال كل شيء بال أو مستعمل  اثواب مسامير حبال  ، كتبنا اسم الطليعة بالفحم على الجير ولم تكن الأدوات سوى بلطة )فأس (ومنشار وكماشة . في اليوم الموالي ايقظنا القائد انين باكرا كان دورنا لجلب الخبز وحاجيات اخرى من وسط المدينة ، حملنا أجربة فارغة ونزلنا الشاطئ .  أول مرة تلمس قدماي  رمال شاطئ السعيدية. وأول مرة اراه بحرا بلا امواج وكأنه بساط من ماء ازرق .   المسافة اقرب بالنسبة للطريق المعبدة ، كان الشاطئ لازال فارغا والبحر هادئ جدا. سرنا بمحاذاة الماء لتفادي جهد السير على الرمال ، وصلنا مخبزة أخذنا حاجاتنا  من الخبز والبقالة وقفلنا راجعين ، كان دورنا يأتي مرة كل اربعة ايام .اما  الخضر واللحم والدجاج والسمك كان يتكلف بها القائد عبد العزيز بسيارته .

السعيدية غشت 1979   المخيم يعرف سيره الطبيعي والممتاز ، برنامج خاص بالفرع ومشترك مع فروع الجمعية والمخيمين ، كل يوم ساعات من البحر واللعب والمسابقات ، خرجات وزيارات الى المدينة وسوقها المطل على الحدود الجزائرية . لا يفرق بينها الا واد ونباتات اما من جهة البحر فسياج بسيط يمتد 50 مترا داخل الماء وعلو مترين ونصف. كنا نقف كثيرا عند هذه النقطة الحدودية ونراقب  تحركات الجهة الاخرى . كنا نراها غريبة أو انهم من  جنس أخر .  مجتمعان لا يفصلهما سوى أمتار ولربما تصافحا من خلال السياج ولكن لكل جنسية وتوقيت ونظام مختلف ، ففي شهر رمضان ، قيل لنا ،  لربما هذا الجانب صائم والآخر مفطر شيء كان يحير تفكيرنا البسيط . كما كان الشروق والغروب يحيرنا فقد تعودنا أن الشمس في الشواطئ الاخرى التي زرناها تشرق من اليابسة وتغرب في وسط البحر لكن هنا تشرق من جانب البحر وتغرب في الجانب الاخر خلف جبل يظهر فقط في الغروب  ،أو عندما يكون الجو صحوا . لم نكن نعرف شيء عن الاتجاهات بعد والفرق بين البحر الأطلسي غربا  والمتوسطي شمالا .

القائد يوسف الصقلي

sqalliyouss

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock