من مذكرات كشاف يزعم انه قائد

الحلقة السابعة : الانتقالات 1978 / 1979

في اليوم الاخير من المخيم وفي انتظار الحافلة التي ستقلنا الى المحطة عقدنا اجتماعا على شكل منبر حر . تكلم كل من اراد بعفوية عن تجربته وما احب او كره وعاين في المخيم . قبل الغداء وصلنا محطة الرباط تجولنا بالمدينة والحضارة . بعد 21  يوما بالغابة ، والبحر حتى اسودت جلودنا  وطال شعرنا وتشعث  وأزياء يعضنا تخير لونها من ازرق فاتح الى ازق بني مبرقع نتيجة طبيعة تربة الهرهورة  وصمغ أشجارها . اغلبنا تخلى عنها واكتفي بالمنديل   البرتقالي ،ولم يكن هو ايضا احسن حالا . لم نبرح الشارع ومحيط المحطة .في القطار خيم نوع من الخمول لسبب واحد ان المخيم قد انتهى وسيفترق الجمع  بعد ساعات . دخلنا فاس يوم الثلاتاء 22 أو 23 غشت ( فقدنا  تحديد التواريخ وحتى الايام )كان الوداع حارا تواعدنا على اللقاء يوم الافتتاح .  وصلت المنزل متأخرا لم يكن هناك احد في استقبالي كلهم في إيموزار كما العادة لم يكن غير أبي . نمت دون عشاء او استحمام من شدة التعب وحر فاس . في اليوم الموالي ذهبت لزيارة جدتي وابناء عمتي رشيد والطيب وعمر ومن تم مشيا حتى محطة حافلات ايموزار . وجدتهم بانتظاري عند الحديقة قرب السوق المركزي . اكملت عطلتي وانا احكي لاخوتي عثمان وحمزة وعبدالوهاب  عن المخيم ومغامراته ومسابقاته عن اللعبة الكبرى ومسابقة  الطبخ عن بوخاتم واناشيده وما فعله بنا في الشاطئ . عن فرع طنجة و الصمدي. أنشد لهم ما تعلمت من أناشيد وألعب لعبا وإن كنت لم اعي بعد قوانينها  ولم تنتهي  عطلة ايموزار حتى اخدوا الوعد ان يذهبوا معي السنة المقبلة ..

انتهت  العطلة وحلت الدراسة وما معها من تغيير . سأغير مدرسة درب العامر المختلطة  بمولي ادريس. سأغير اسماعيل الحواتي  ورشيد اليعقوبي  وابجاو أبراهيم والعلمي محمد وأخرين بآخرين جدد. ساقطع عشر  اضعاف المسافة من المنزل إلى الثانوية  . كنت ارفض هذا التغيير وارفض أن اصبح كشاف …

ثانوية مولي ادريس اقدم ثانوية بفاس .عندما دخلتها اول مرة خِلتُني ادخل قصرا من قصور فاس .اسوار عالية بباب كبير مقوس وممرات وحدائق ونافورات .الاقسام عالية السقف، وعلى  شكل مدرجات  بزخارف خشبية وفسيفساء أبيض وأخضر براق وقباب  من القرميد الاخضر . لا ادري كم  ستحتضنني هذه الاسوار   . لكن ما اعجبني من هذا التحول ان اغلب القادة وبعض الكشافة وجدتهم هناك والاهم انها قريبة من نادي الكشفية بالبطحاء حيث  تعودت الحضور الأسبوعي .اقول النادي رغم كونه دار شباب لها مواقيتها وقانونها الخاص بها . فالصراعات كانت على اشدها بين الجمعيات لاستغلال القاعات تصل احيانا الى الخصومة والنزاعات لا تنتهي الا بتدخل المدير ووضع برنامج زمني .

17 دجنبر 1978 اول خرجة لي مع الفرع .أشبال وكشافة ومرشدات وثلاث قادة فقط . انطلقنا في السابعة صباحا على مثن الحافلة من النادي لآخر نقطة ممكنة – قرب المحكمة الابتدائية  بحي الاطلس ومنها مشيا حتى غابة عين  الشقف. ساعة ونصف سيرا في برد فاس ، لكن الحماس كان الأقوى وصلنا المخيم . يبدو انه مخيم كباقي المخيمات  لعهد قريب لوجود بنايات وأرضيات الخيام . اخبرنا القائد بوثنين ان الكشافة هم من بنوا القنطرة على الوادي للوصول الغابة ، سنة 67  وان هذا المكان عرف لقاءات وتجمعات وتداريب ومغامرات كشفية.  كان البرنامج بسيطا ، أناشيد وألعاب وجولة في الغابة الى المنبع ثم العودة في المساء سيرا كما أتينا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock