من مذكرات كشاف يزعم انه قائد

الحلقة السادسة : حقبة 1978/1979

في ليلة مقمرة ثم ايقاظنا مباشرة في الساعة الاولى من النوم  . أمر نا بارتداء الزي كاملا والتحاق بساحة العلم في هدوء . وقفنا سداسيات اغلب الاشبال نيام وهم واقفون في الصف. انطلقت اول سداسية تتبع قائدا شكلنا خطا متتاليا مررنا بالساحة العامة للمخيم ومنها الى الغابة. اضاء القمر طريقنا لم أدر كم من الوقت او المسافة التي قطعنا حتى وصلنا فسحة وسط الغابة . شكلنا السداسيات وجلسنا في هدوء لمدة وجيزة.  كان الهدوء الليل مطبقا وأصوات الموج  ومحركات السيارات المارة من حين لحين أدركت معها  اننا انعطافا  يسارا من الطريق المؤدية لشاطئ الرمال الذهبية.  لكن الظلام وكثرة المنعرجات التي قمنا بها لم أهتدي الى المكان بالضبط . زِد عليه الخوف الطفولي الطبيعي الذي يصاحب مثل هذه المواقف   . أذكر اني رفعت عيني الى السماء وشاهدت القمر وهالة من نور حوله كأني لأول مرة اراه وحوله نجوم تتلئئ . اغمضت عيني . لم ينبهني من غفوتي سوى صوت القائد بوخاتم ينشد نشيد سمعته لاول مرة منه ـ الدنيا ما احلاها والنفس ما اهناها …  ـ زاد النشيد من الاسترخاء حتى كدت اغط في نوم عميق متكئا  ،على ما اضن، رشيد .نبهتني حركت قائد يهمس “يوسف ناعس ولا ؟ نوض بلا مادير حتى صوت “اردت ان انبه افراد سداسيتي النيام لكن القائد امرني ان أتركهم . تراجع المستيقظين الى حدود الغابة يترقبون ما سيحدث . بدأت  مجموعات متفرقة من القادة تحدث اصواتا تشبه عواء الذئاب و نعيق البوم وضرب جدوع الاشجار مما ايقظ النائمين في حالة رعب  . منهم من اخد في العدو في غير اتجاه  ومنهم من اخد في البكاء ونداء القادة باسماءهم  .  اجتمعنا مرة اخرى سداسيات البعض يضحك و البعض يبكي من الصدمة وقفلنا راجعين في شكل خط  . في المخيم وقبل الدخول الى الخيام شرح لنا القادة سر الليلة القمرية وسهرة المغامرات وانها تقليد كشفي تم استمعنا الى بعض الارتسامات حول السهرة ,دخلنا الخيام ونحن نتكلم عن تجربة كل واحد منا ….وان علينا الاستعداد جيدا للعبة الكبرى .

يوم الاربعاء 16 غشت 1978 مميز استيقظنا باكرا رتبنا اركاننا لم يكن هناك تفتيش مباشرة . بعد تحية العلم انطلقنا خارج المخيم في اتجاه تمارة عبر طريق ضيق شبه خال من حركة السير دامت مسيرتنا زهاء الساعة  ووصلنا اخيرا الى وجهتنا . لاول مرة اقوم بزيارة حديقة الحيوان  قضينا الصباح كله وجزءا من الزوال في الانتقال بين ارجاءها ننتقل من قفص لقفص . اطلنا المكوث عند  اسد الاطلس.  في الثالثة اجتمعنا في ساحة منزوية لتناول وجبة الغداء طبق الفاصوليا والسردين وبرتقال . ارتحنا قليلا تم كانت الجولة الثانية حصة العاب وأناشيد وقفلنا راجعين .اخذنا وقتنا أطول  في الرجوع اكثر من ساعتين ووصلنا منهوكي القوى عند حلول الظلام . اغلبنا لم يأخذ وجبة العشاء . اويت الى الفراش باكرا لكن لم استطع النوم بسبب سهرة الجيران فرع طنجة . رفعت قماش جانب  الخيمة ووضعته على عاتفي وتتبعت السهرة وانا مستلق في فراشي . كان مهرج السهرة كشاف اضحك الجميع لا زلت اذكر اسمه – الصمدي –   التقيت به بعد عشر سنين  في المعمورة ونحن قادة . نمت ليلتها ورأسي خارج الخيمة متوسدا  دراعي. بعدها بيومين استيقظنا على حركة غير عادية . جميع القادة بزيهم الكامل . دخل علينا الخيمة القائد انين يقوظ الباقي.  لم تكن من عادته ايقاظنا . دس في يدي ورقة وهو يصيح ” آفيق آفيق”  . بمجرد فتح الورقة علمت ان اللعبة الكبرى قد بدأت . لم ازل اذكر العبارت المكتوبة بها ” استعد البس بدلتك قائدك ينتظركم في الساحة الكبرى ” دب الحركة في المخيم وانتشر الخبر كأن المعركة قد بدأت وعلى الكل الاستعداد للفوز بها .في العجلة تنسى حتى شكل حذاءك و مسح وجهك بعد غسله  .أخذت  العملية دقائق معدودة . دفعت افراد سداسيتي امامي حتى اتأكد من وصول الجميع لربح الوقت في الانطلاق .سدايتي  الثالثة في الوصول لساحة المخيم  حيث وجدنا القائد فؤاد قدمنا صيحتنا بحماس لمرة واحدة تم اعطانا جوازنا ولغز للمركز الاول.  علمنا بعد فكه ان في المخيم المجاور فانطلقنا نعدوا .  وجدنا القائدة سعاد المسكيني قدمنا الصيحة وأنجزنا المتطلبات  واعطتنا رسالة ” عد الى مخيمك رتب فراشك انتظر التفتيش واذهب لتأخذ وجبة الفطور”هكذا انطلقت اللعبة الكبرى توالت المراكز متباعدة كل مركز له خاصية اختلفت من قائد لقائد . اعقدها واحلاها مركز القائد بوخاتم ادريس في شاطئ الهرهوره وصلنا الشاطئ نبحث عن قائد رجل . قطعنا الشاطئ طولا وعرضا عدوا ومشيا يمنة ويسرة تفحصنا الوجوه لم نجد القائد. في لفتة من المكزاري مساعدي انتبه لوجود منديل الجمعية معلقا على احد المظلات تفحصنا الجالس كانت امرأة سمراء بشعر  طويل ولباس نسائي في الاخير قررنا سؤلها علها تدلنا على صاحب المنديل . لم تكن السيدة الجالسة تحت المظلة سوى القائد ادريس كنّا  نصرخ ونحتج ونحن نمر قربها “ه” ولم يحرك ساكنا… كان اخطر المراكز ،الثامن اقصى الشاطئ يليه مركز   في منتصف طريق  شاطئ sable d or لربح الوقت  وتفاديا لكثير من الجهد اجتزت بسداسيتي واديا صغيرا موحل القعر يصل ماءه للخصر . علقنا  وسطه لم نخرج الا بصعوبة وقد ملأت أحذيتنا بوحل  أسود كريه الرائحة . كان تهور مني وتعريض السداسية لخطر وخسرنا وقتا اكثر لتنظيف ما علق بِنَا من وحل ورائحة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock