المحطة الرابعة : في رثاء الستانسيل
كان للدينامية التي عرفتها المفوضيات الوطنية الأثر الكبير في تنوع مجالات عمل الفرع بل كان احتكاك قيادات الفرع الشابة بقيادات وطنية يشهد لها بالكفائة الأثر الإيجابي في تحديد مسار تربوي متألق للوحدت الكشفية: أسماء كالقائد التوروجي بوغابة ـ شهيد الفضيل ـ حمزة صقلي
زادت من حمولة الفرع التربوية لما أسدوه من خدمات جليلة بحكم ماراكموه من تجارب متميزة فكانوا بذلك النبراس الذي أنار طريق قيادات الفرع الشابة أمام الإشكالات التربوية التي تعترض مسيرهم في تلكم المرحلة.
أمام ماعرفته الجمعية من دينامية ومن تحولات جوهرية أفضت إلى حركية على جميع المستويات كان لزاما معها تأهيل إدارة الجمعية ومأسستها في إطار مديرية أنيطت مهمة الإشراف على دوالبها للقائد عبد الجبار جبرو.
بعد انتهاء مخيم التضامن الدولي لسنة 1999 عرض علي القائد جبرو شغل مهمة متفرغ في الشؤون التربوية ضمن طاقم مديرية سرعان ما إلتحق بنا القائد علي عزوز ليشغل مهمة الشؤون الإدارية جنبا إلى جنب مع القائد المختار الذي ارتبطت مخيلتي به كونه قائد حازم صارم شغله الشاغل خدمة الجمعية….
كانت رغبتنا تحت إشراف المدير التنفيذي القائد جبرو تقديم عطاء يرقى وانتظارات مختلف مكونات الجمعية….تطورت أساليب العمل الإداري فانفتحت عيناي على الحاسوب أشتغل فيه بالنهار وأتابع التدريب في مقاهي الأنترنت مساء….ودعنا الستانسيل لتحل محله الطابعات الإلكترونية أمام استياء الحاج المختار الذي سافر بنا إلى محطات في سجل تاريخ الجمعية ساهمت هذه الآلة العتيقة بتدوين صفحاته بعز وكأني به ينظم زجلا بل أبيات شعرية في رثاء الستانسيل.
توالت برامج الجمعية من اجتماعات انتظمتت مواعيدها بحكم الإعداد القبلي المحكم وتنوعت برامج مختلف المفوضيات الوطنية وأنشطة خدمة وتنمية المجتمع تحت إشراف القائد فيصل الصباحي- برامج التوأمة وتبادل وفود الشباب تحت مظلة اتفاقيات التعاون والشراكة المبرمة مع جمعية كشافة فرنسا وهنا أستحضر موقفا طريفا عندما أسندت لي مهمة مرافقة المفوض الدولي لجمعية كشافة فرنساCHRISTIAN LARCHER حيث تجولت به بمدينة الرباط طولا وعرضا مشيا على الأقدام غير آبه بالوضع السني شبه المتقدم للرجل فأشار لي بلكنة باريسية بأنه في مهمة وليس في لعبة البحث عن الكنز ساهمت هذه الجولة المراطونية بربط علاقة متينة مستمرة إلى حدود الساعة
تحت إشراف القائد عبد الجبار استطاعت مديرية الجمعية مواكبة حركية الجمعية على جميع المستويات فكان لعلي عزوز الدور الكبير في ضبط مختلف ملفات الجمعية الإدارية والمؤسساتية ومارتبط من وضعية الجهات والفروع ناهيك عن متابعة قاعدة بيانات المنخرطين والتي يرجع الفضل في تصميمها وإخراجها لحيز التنفيذ للقائدمجيد حمي….توطدت العلاقة بين المديرية وباقي مؤسسات الجمعية دون أن أنسى هنا الدور الريادي للجنة التتبع على مستوى المركز تحت إشراف القائد التاريخي عبد العزيز الإدريسي بمعية القائد سعد كيليطو لجنة أوكل إليها متابعة مقررات المفوضية العامة ناهيك عن التدبير اليومي لشؤون الجمعية بحكم تعدد مجالات تدخلاتها الإجتماعية مركز التكوين المهني مجال التمويل الذاتي متمثلة في قاعة الحفلات ناهيك عن العلاقة مع شركاء الجمعية المختلفين وتدبير أجندة مفوضيات لجنة الشؤون التربوية: إشعاع سرعان ما عمق الهوة بن المركز و الجهات بحكم عدم قدرة جل فروع الفروع مواكبة وثيرة الأنشطة و الإستحقاقات الوطنية والتي غطت بشكل كبير كل ما من شأنه إبراز مبادرات الفروع فتولد صراع خفي بين المركزي والمحلي ساهم في تغذيته سيطرة البرامج الوطنية على أنشطة الفروع فغابت مخيمات الفروع الربيعية والصيفية فأصبحت جهات وفروع الجمعية قنوات لتصريف الأنشطة و البرامج المركزية أفرز نخبا جديدة على المستوى القيادي الوطني في حين لم تساهم التوجهات الجديدة في إبراز نخب محلية وجهوية فقفزت إلى الواجهة تجاذبات بين التربوي والتدبيري على المستوى المركزي و صراعات جيلية غير معلنة تأخد طابع الاحتجاج على أساليب الإشتغال محليا وجهويا….يتبع