تربوياتمقالات

قراءات في قانون الكشاف       

اختزلت الحركة الكشفية دستورها في عشر بنود ، واعتمدته قانونا ملزما لكل من رغب الانخراط  في صفوفها ، انخراط تطوعي لا تحكمه قوانين إلزامية بل مجرد التزام شخصي يقوم على مبدأ  التطوع أولا من أجل النفع   المتمثل  في  المبادئ الثلاث التي قامت عليها أسس الحركة الكشفية ، مبدئ روحي وجداني يربط الفرد بنهج وجداني يضمن له الاستقرار الروحي كأساس لإكتمال عملية النمو النفسي وما يرتبط بها من معتقدات وممارسات  تحقق  مبدأ الواجب نحو الله. على أساس أن  الدين هو عماد الاتزان الروحي .ثم مبدأ شخصي ذاتي  ينطلق من الفرد كعنصر أول في عملية البناء الشخصي في كل مجالات الحياة وأهمها  تنمية الجسم والفكر  حتى يكون قادرا على تأدية مهامه الخاصة والعامة .واعتبرته الحركة الكشفية الواجب نحو الذات وقدمته على الواجب نحو الآخرين  لأن تنمية الآخر لن تكتمل إلا إذا اكتملت التنمية الذاتية كما اختارت الكشفية طريقتها البسيطةالمعتمدة على عناصر أساسية خمسة(في نظري) وعنصرين تكميليين . عنصر رمزي له أهميته وعنصر مساعد له أيضا أهمته في تأدية المهمة  التربوية التعليمية المكونة للفرد، لهدف عبرت عنه في تكوين عنصر صالح لنفسه أولا، ولمجتمعه ، يمكن تحديد العناصر السبعة في :
الوعد والقانون
حياة الخلاء
التعلم بالممارسة
العمل في مجموع صغيرة
التدرج والتقدم
الإطار الرمزي
دعم الراشدين
لكن يبقى المحرك والمحور هو الوعد والقانون كملزم ذاتي ومعنوي  في العملية التربوية الخاصة بالحركة الكشفية ؛  فالقانون يحدد التصرفات الخاصة والعامة والوعد هو الالتزام المعنوي  والذي لا يخضع لقوانين سوى قانون  الضمير الفردي الخاضع للفرد فقط ، لدى كانت صيغة العهد   أو الوعد و  تأديته في مراسيم خاصة أمام أشهاد ،إلتزام ضمني وحافز دافع للانخراط الملتزم بالهدف الاسما للحركة ، كما أن صيغته (أعد_ أو اعاهد- مقسما بشرفي) أكثر رمزية من قسم جازم يعرض حانثه لإثم الحنث أو عدم الوفاء بالقسم – برأيي-فالدمج بطواعيةوقناعة  يكون أكثر إلتزام والأقرب إلى حمل المبادئ وأهداف الحركة. فالحافز ذاتي يزكيه الحوافز المادية والمعنوية التي تحققه له الحركة الكشفية في إطار إدماج الفرد في مجموعة صغيرة يكون له دور ومهام بها وتواجد هذه المجموعة في جماعة ثم جمعية ثم منظمة عالمية …
وتنقسم البنود العشرة، في رأيي،  لقانون الكشاف إلى ثلاث عناصر متداخلة تحدد تصرفات الفرد ،وواجباته الذاتية والعامة المتعلقة بكل  المجالات الحياتية للفرد ، منها ماهو وجداني يحتاج إلى ممارسة ومنها ما هو ممارسة فعلية نحو الآخرين ومنها ما هو سلوكي حتى يتحقق هدفه من الانظمام لهذه الحركة  . والملاحظ أن هذه الاهدف  تسعى إليه كل المجتمعات  ،انطلاقا من الأسرة ثم المدرسة ثم هيأت  غير نظامية المهتمة بالتربية — تكوين فرد صلح لنفسه و مجتمعه — لكن الطرق مختلفة …

شرف الكشاف يوثق به ويعتمد عليه : تذكير وتحفيز للفرد للوعد الذي قطعه على نفسه طواعية أمام نفسه مادام أداه طواعية وأمام الآخرين ويقدم شرفه مقابل هذا العهد الطوعي ، ويبقى الجهد المبذول في تحقيق التزام العهد الدافع الأساسي لكل عمل يقوم به الفرد “اعاهد مقسما بشرفي أن أبذل جهدي لأقوم بواجبي…” مما يشكل حافزا داخليا لدى الفرد. وهو دافع وجداني إن صح القول لأنه منطلق من الفرد نفسه لا يلزمه إلا قناعته  الداخلية بأهمية الوعد الذي قطعه .
الكشاف مخلص لله والوطن والملك سمة الإخلاص من أنبل السماة الإنسانية خاصة اذا تجلى هذا الإخلاص في الواجب الوجداني الروحي المتمثل في اتباع العقيدة التي تمنح الإتزان النفسي باتباع تعاليمها وتأدية واجباتها والتمثل بخصالها المبنية على الطاعة والاحترام للغير ومساعدته، والعمل بأحكامها والامتناع عن نواهيها. ثم يأتي بعده الإخلاص للوطن بكل مكوناته البشرية  والجغرافي وكل تجلياته بالدفاع عنه  وتنميته والمحافظة على خيراته وتنميتها بالعمل ، فكل مكونات الوطن الكبير وطن صغير   يبدأ من البيت كمنطلق ومنبث ،والحي والمدينة بما يحيط بها  ثم مخلصا للملك قناعة بالشرعية التي ينتمي إليها  في وطنه وانخرايه  في قرار جماعي له جذوره  في التاريخ وكذلك إخلاص للرمزية التي تمثل أعلى سلطة في الوطن  . بند وجداني يرسخ قيمة الانتماء الديني والقومي
الكشاف متأدب  محترم أفكار غيره يكمن الأدب في حسن المعاملة والتعامل مع الغير في  احترام مشاعره وأفكاره رغم وجود الاختلافات في الطبائع والأعمار والمستويات الفكرية والاجتماعية ، فالحوار المتبادل والاحترام المتبادل يسهل عملية التواصل وعملية التقدم في جميع الامور المشتركة مع الغير وحتى الخاصة منها  .ويترك انطباعا حسنا على المستوى الفكري للشخص كما أكدت الحركة الكشفية في أسسها على التنافس الجماعي من خلال الانضمام في مجموعة تتكامل ويحترم أفرادها بعضهم البعض ويساعد بعضها البعض حسب موقعه ومهمته  وتخصصه .كما أكدت  الحركة  على قادتها التعرف على حاجيات أفرادهم في مختلف أعمارهم وقدراتهم الفكرية والجسمانية ورغباتهم وميولهم من أجل احترامها والعمل على تنميتها .
الكشاف ينفع غيره ويسيدي المعروف إليه المعروف كل خير ينتفع  به من قول وعمل يكون بالقول الطيب الصادق ويكون بالعمل .لا يهم قل أو كثر ولكن التعود على أداء الخير لمن يحيط بنا من أفراد وجماعات لتحقيق التوازن الطبيعي  الذي نطمح له ،وإسداء المعروف من المبادئ التي تأسست عليها الحركة الكشفية خاصة بعد التحولات الاجتماعية التي عرفتها البشرة في نهاية القرن التاسع عشر وأصبحت أكثر مادية  . والمعروف  نكران  للذات وخدمة الغير ويصبح  سلوكا ترتكز عليه العلاقات الاجتماعية . واندماجأ  في المجتمع بكل متطلباته مجالاته …

ملحوظة  القراءة تحمل وجهة نظر صاحبها  من خلال فهمه لقانون الكشاف قد تصيب وقد تخطئ

ق.يوسف الصقلي

sqalliyouss

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock