أثارني إعلان في موقع للكشافة عن تدريب كشفي يحمل دورة القائد المرحوم محمد الزروقي .رائد من رواد الحركة الكشفية . له تاريخ بما ترك من بصمات في مراكش الحمراء . ساهم في تربية أجيال وأجيال . شخصيا لا أعرف عنه إلا ما سمعت عنه من رواد آخرين ،ولم يكن لي به احتكاك كثير لكن عاينت بصماته في من خلفوه وأخدوا عنه مشعل الحركة .لكن تفاجئة عن إعلان مضاد يمنع على المنظمين استغلال اسم الرائد كعنوان لدورة تدريبية . رفض عبر عنه أهل الرائد وعلى لسان أحد قادة فرع مراكش . وهدد باللجوء إلى القضاء في حالة إدراج اسم المرحوم في الدورة التدريبية .
لم اطلع على أسباب هذا الرفض وهذا الإصرار على الرفض .استغربته كذلك ، خاصة عندما يأتي من أقرب شخص من الفقيد .
رواد الحركة الكشفية هم رموزها . خاصة من قدموا ،حسب موقعهم ، الكثير و الغالي . ساهموا في بناء وانتشار أهداف الحركة ومبادئها . كونوا فتية حتى صاروا شبابا وحملوا عنهم المشعل . الرموز تسقط شخصيتها عنها وتصبح ملكا للجميع ، وليس لجهة معينة أو تحت تصرف شخص واحد . أسماؤهم تصبح أعلام ترفرف فوق كل مبادرة طيبة يقوم بها جماعة أو مجموعة ، وطنيا وجهويا ومحليا . اسماؤهم تصبح شعارات وعناوين لكل جهد يبدل من أجل استكمال ما عاشوا من أجله . وكذلك استلهاما من مسيرتهم وعطائهم وتضحياتهم ، خاصة إذا كان هذا العطاء والعمل تطوعيا من أجل بناء جيل ، من أجل تنمية ، من أجل كل عمل يخدم هذا الوطن وأبناءه …
أخشى أن تسقط هذه الرمزية عن أشخاص في ضل صراعات واهية ، شخصية ، لها أغراض يضيع فيها حق الرواد بالامتنان لهم على ما قدموه ،كثيرا كان أم قليل .
وأخشى أكثر أن يكون التكريم للرمزية اجحاف لمكانته . كأن يصبح مجرد إسم لأنه رحل عنا . أن نسلبه قيمته وكرامته خفية من ناحية . ونبرز إسمه على ورقة إعلان ولافتات تتلاشى بمرور زمن قصير . ثم تصبح الرمزية منا على صاحبها ومن حوله …
نعم أثارني الإعلان والإعلان المضاد . وأردت أن أفهم واتصلت بصاحب الإعلان المضاد وفهمت الأسباب ووافقته عليها . وأضن من حقه تكريم رمزه بطريقته ويحفظ له رمزيته وقيمته ومكانته عنده .
كانت أمي تقول لي عندما ترى تكريما أو ما شابهه .” لي بغا يبكي عليا ،يبكي عليا وانا حي أما يلا مت ما جبتلو خبار “”
وفي الحديث النبوي :” إذا مات ابن أدم انقطع عمله إلا من ثلاث ،صدقة جارية علم نافع ينتفع به وولد صالح يدعو له ”
بقلم القائد يوسف الصقلي