تربوياتمقالات

الكشفية المغربية بين التشتت والانتشار (العدد الثاني)

هل تعدد الجمعيات الكشفية بالمغرب فيه تشتت وهدر للجهود، أم فيه انتشار وتوسع ونشر وغنى للحركة الكشفية ببلادنا ؟

حسب رأينا نعتبر تعدد تأسيس الجمعيات الكشفية هو تعبير عملي عن رغبة عارمة لدى الشباب المغربي لمزاولة الأنشطة الكشفية ونشرها في مناطق لم تعرفها من قبل وهذا شيء مهم جدا (رغم ما يشوبه من انزلاقات) لأنه مصدر مهم لتوسيع دائرة ممارسة التربية الكشفية على أوسع نطاق بكل جهات وأقاليم المملكة، وتقريبها للفتية والشباب بالقرى والمداشر والأحياء المهمشة … حتى تكون أحسن سند تربوي لهم لحمايتهم من مؤثرات الفراغ، ودعم توجهات النجاح لديهم، ولو كانت طريقة تأسيس بعض الجمعيات خاطئة في بعض الأحيان في الوقت الراهن، يمكن تدارك ذلك لاحقا إلى حين تنظيم الحركة وتحصينها، من طرف قيادة مؤهلة كشفيا وتربويا وتنظيميا.

من هي الجهة المخول لها مناقشة هذا الموضوع مع الجمعيات الكشفية للبحث عن حلول إذا كان فيها تشتت وهدر للجهود، ومن هي الجهة التي عليها أن تبادر للانتفاع من هذا انتشار وهذا النشر وهذا الغنى الواسع ؟

على الجامعة أن تتحمل مسؤوليتها، فهي جامعة وطنية، تمثل جميع الكشافة المغاربة، وليس لها الحق في التملص من مسؤوليتها، وكل تأخير في إيجاد حلول يحسب عليها، وليس لها إلا حل واحد وهو جمع شمل الحركة الكشفية وتنظيمها وهيكلتها وتحصينها من الهفوات والأخطاء، وهذه مسؤوليتها هي، ودورها هو توحيد الكشفية وطنيا داخل الجامعة الوطنية، وإخضاع جميع الجمعيات لمعايير تنفيذ الكشفية بأسلوبها الصحيح، كما حدده المكتب الدولي، وانطلاقا من هذا التعدد الموحد داخل الجامعة يمكننا أن نصحح مساره عبر إدماج الجميع داخل الجامعة، لتكون هي الجهاز الرسمي الذي يتابع ويحصن التربية الكشفية ببلادنا، وهو الجهاز التي يشرف على تسييرها بشكل ديمقراطي تساهم فيه كل الجمعيات الكشفية العضوة. (أنظر أسفله مقترح عناصر الوحدة الكشفية)

تعدد الجمعيات لا يعني تعدد الممارسات الكشفية
تعدد المنظمات الكشفية في المغرب هو تعدد كمي ونوعي مفيد لتنمية العضوية، بل هو تعدد ليتمكن كل فتى وكل شاب من الانخراط في الحركة الكشفية، لأنه تعدد وتوسّع تحت مظلة واحدة تؤطره وترعاه. والتعدد بهذا الطرح لا يقصد به تعدد الممارسات الكشفية، بل هو فقط تعدد في الاجتهاد وفي المبادرات التي يمكن أن تحققها كل جمعية على حدة، في الاتجاه الذي يسير في إطار الخط الوحدوي للحركة، الذي لا يسمح بتاتا بالخروج عن الثوابت التي تعتمدها الحركة في كل دول العالم، والتي تتبناها الجامعة وطنيا طبقا للمرجعية التي يعتمدها المكتب الدولي .
أهم عناصر الوحدة الكشفية :
يتلخص توحيد الكشفية المغربية في إشراف الجامعة على النقط التالية :
• توحيد مرجعية المنهاج التربوي الكشفي المعتمد من طرف جميع الجمعيات ؛
• توحيد مناهج وبرامج التدريب الكشفي والإشراف على اجتياز درجاته ؛
• توحيد الزي الكشفي وكل مستلزماته وتقنين استعماله وتوزيعه ؛
• توحيد تنمية العضوية وتتبعها من لذن الجامعة بتنسيق مع جميع الجمعيات ؛
• توحيد المشاركة العربية والدولية الرسمية وفق معايير معلومة ؛
• إنشاء التجمع الكشفي الوطني وجعله محطة لقاء لكل الكشافة المغاربة ؛
• اعتماد قانون أساسي وهيكلة تمثيلية ديمقراطية لكل الجمعيات لتسيير الجامعة .

في هذا الإطار ستحافظ جل التنظيمات الكشفية على كيان منظمتها، وعلى جل مكتسباتها وتاريخها وخصوصيتها، مع ضمان احترام الهوية الكشفية على أصولها وقواعدها المعتمدة عالميا، ولكل تنظيم حرية مواصلة اختياراتها وأنشطتها وأعمالها وعلاقاتها ومبادراتها اللامحدودة، بشرط أن لا تخرج عن الخط الوطني الذي تضمنه الجامعة الذي يخضع له الجميع … هل هذا أمر صعب ؟.

وكل من يقول أننا لا نتوفر على القيادات المؤهلة لتحقيق ذلك فهو إنسان يرغب في استمرار التشتت.
التتمة في العدد المقبل ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock